منتدى اعدادية صخر أزرو
مرحبا بك زائرنا الكريم
للاستفادة من مواضيع المنتدى
المرجو التسجيل
مع تحيات ادارة منتدى صخر

منتدى اعدادية صخر أزرو
مرحبا بك زائرنا الكريم
للاستفادة من مواضيع المنتدى
المرجو التسجيل
مع تحيات ادارة منتدى صخر

منتدى اعدادية صخر أزرو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اعدادية صخر أزرو

مرحبا بكم في منتدى ثانوية صخر الاعدادية أتمنى لكم الاستفادة والافادة /دروس ، تمارين،فروض أمتحانات ،مواضيع تربوية وعامة ،أنشطة ...
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى صخر2010

 

 آراء حول العقاب البدني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
oum khalil
مشرف(ة)
مشرف(ة)
oum khalil


عدد المساهمات : 459
نقاط : 1104
تاريخ التسجيل : 22/05/2010

آراء حول العقاب البدني Empty
مُساهمةموضوع: آراء حول العقاب البدني   آراء حول العقاب البدني Empty2010-05-23, 11:01

آراء حول العقاب البدني
رغماً من منع الضرب في المدارس إلا أننا لا زلنا نسمع ونشاهد ممارسات لا مسؤولة ضد التلاميذ داخل أسوار المدارس . ونقرأ في الصحف من يكتب مدافعاً ومشجعاً لعودة الضرب في المدرسة . سنعرض لبعض آراء أنصار الضرب وحججهم من أجل إبقائه قائماً في التعليم وسنناقشها بموضوعية :
الرأي الأول: أن الضرب يثير انتباه التلاميذ، ويجعلهم على أهبة الاستعداد لأداء الواجبات واستيعاب المعلومات وحفظها . الحقيقة أن الدراسات النفسية أثبتت أن الثواب أقوى وأبقى أثراً من العقاب في عملية التعليم ، وأن الضرب يترك أثراً على جسم الطفل ونفسيته بل ورغبته في الدراسة والتعلم ، والقول بأنه يحقق لانتباه وأداء الواجب وحفظ الدرس ، نقول : إن الغاية الجيدة لا تبرر الوسيلة السيئة ، وهذه النتائج لطيبة ستتوقف بمجرد انتهاء وزوال التهديد والخوف ، لأن السلوك في حالة التهديد يتسم بالآلية إذ يتم تحريكه من الخارج ، فالدافعية للتعلم لا تنبعث من دخيلة المتعلم . والتعليم الإكراه لا يمس صميم السلوك بل القشرة الخارجية منه، ويبقى اللب يتأثر بالإقناع والحوار . والمدرسة لا تقدم كل المعرفة التي توصل إليها العلم أو التي يحتاجها الإنسان في حياته وبالتالي تجبر التلاميذ في الوقوف عليها ولو بالضرب ، وإنما تقدم له الأدوات الكفيلة بالتعلم الاكتشافي وحب المعرفة ، والمعلم الذي يعي الأهداف الاستراتيجية للتعليم يعمل على هندسة البيئة التعليمية المنتجة ، وغرس بذور المعرفة ورعايتها لتنمو مع الحياة وتثمر العلم والمعارف
الرأي الثاني : الضرب مفيد في قمع الناشز من السلوك ، ويمنع ظهور التصرفات السيئة في الفصل . والمدرسة جزء من المجتمع الذي لا يستغني عن العقاب في القضاء على السلوك الفاسد وإيقاف الخارجين على القواعد والأخلاق . لا غرو أن المدرسة حقيقة قطعة من المجتمع لكنّ مجتمع المدرسة مجتمع تربوي خلق من أجل أفراد ونفسيات الطلاب ، وإن ما يحققه الضرب من قمع السلوك الناشز وإشاعة النظام وضبط الصف إلا أنه لا يقضي على نوازع الشر لأنه يقمع السلوك الظاهر فقط . والمدرسة لا تحاول إخفاء السلوك الردى بمقدار استئصاله ومعالجة اعوجاجه بتعديل الدوافع المخبوءة التحتية المستخفية ، والمعلم الذي يشعر أنه بالضرب قضى على السلوك المعوج ويفرح بذلك إنما هو كالطبيب الذي يفرح بمسكنات المرض بينما تتدهور حالة المريض .
الرأي الثالث : أن من يقرر خطأ استخدام الضرب في المدارس هم من لا يعمل في التعليم ، لعلهم لو عانوا من مضايقات التلاميذ لكان لهم رأياً آخر، فالضرب يقضي مضايقات التلاميذ ، ولولا لضرب لما استطاع المعلم أن يصمد في الميدان التربوي حيث سيتعرض للانهيار العصبي . (وكأن الضرب عامل تنفيس للمعلم !) . نقول للمعلم عليه أن يتصف بالحلم والأعصاب الهادئة والضبط الانفعالي وثمة مجموعة كبيرة من المعلمين من لا يستخدمون الضرب على الإطلاق ويحظون بحب كبير واحترام من التلاميذ ، لكن لاحترام القائم على الخوف ليس باحترام . والمعلم المتمتع بشخصية قوية تفرض نفسها واحترامها يس بحاجة إلى إيقاع العقوبات البدنية على الطفل أو المراهق ، ولعجز بعض المعلمين عن فرض لسيطرة النفسية على الطالب وتقديم المناسب من الخبرة والمعرفة يلجأ للعوقبات البدنية بيد أن قدرة المعلم على السيطرة وإمساكه بزمام الموقف التعليمي يغنيه عن الضرب الذي يعد وسيلة رديئة سواء في تعديل السلوك الأخلاقي أو التحصيلي . وصفوة القول قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما كان الرفق في شئ إلا زانه ولا كان العنف في شئ إلا شانه) .
نظــــام العقوبة
يرتبط صلاح الحياة الاجتماعية ارتباطا مباشرا بنظام العقوبة، فكل مؤسسة لابد من أن يكون فيها نظام يحدد عقوبات المخالفين والمقصرين، ومن هنا سنّت كل الأمم قوانين للعقوبات، وهذه العقوبات إما أن تكون جسدية وإما مالية، وإما معنوية.
وبالرغم من الجدل الدائر حول مسألة العقوبة الجسدية في المدارس بمراحلها المختلفة، إلا أن التربويين يتفقون في أن استخدام أسلوب الضرب كأداة تربوية أمر يجر معه الكثير من السلبيات التي تؤثر على التلميذ داخل الفصل وخارجه، وتبقى لحظات الضرب المبرح التي يتعرض لها الطفل أثناء فترة الدراسة عالقة دائما بذهنه مهما تقدم به العمر ومهما كثرت عليه مشاغل الحياة وهمومها
وقد أدى أسلوب الضرب المبرح إلى تنفير الكثير من الطلاب، وخلق عندهم تذمراً واسعاً، وأدى بالكثير من الطلاب إلى الهروب من المدرسة وعدم الإقبال على التعلم.
كما أن صورة الضرب المبرح ومن يقوم به من المعلمين تبقى عالقة بالذهن مهما طالت السنون، ومهما مرت بالذاكرة من أحداث.

العقاب كيف و لماذا؟
الشيء المؤكد هو أن العقاب طريقة من طرائق الرقابة السلوكية، ومن أهم أساليبه أسلوب التعزيز الإيجابي الذي يستخدم كمثير لتعديل السلوك المنحرف، فكما أننا نكافأ على تحقيق النجاح في طفولتنا، فكذلك نتلقى العقاب مقابل فشلنا، والعقاب ذو مدى متدرج القسوة، يتراوح بين مجرد استخدام كلمة «لا» بنغمة معينة، إلى التوبيخ الشديد أو استخدام الصفعة، التي تعتبر من أقسى أنواع العقاب. والعقاب كمعدل للسلوك يستخدم في المدارس كما يفعل المدرس عندما يعاقب التلميذ بإخراجه من الفصل، أو يستخدم الضرب بالعصا (وهو أمر غير تربوي على الإطلاق).
ويرى الدكتور الفن فروم، اختصاصي العلاج النفسي، أن ضرب الطفل سياسة انهزامية لأنه:
1-
يجعل الطفل يخاف من ضاربه ويكرهه.
2-
يعلم الطفل الطاعة العمياء بدلاً عن المناقشة والفهم والتقبل عن اقتناع.
3-
الضرب في أحيان كثيرة يزيد الطفل عنادا.

المعلمون ماذا يقولون:

في استبيان أجري في أوساط المعلمين عن أنجح طرائق العقاب التي يعتقدها من خلال تعامله اليومي مع الطلاب، أجاب 26% منهم أن الضرب هو أنجح طرائق عقاب الطلاب، تلاه أسلوب خصم الدرجات الذي اتفق معه 23% ومعلوم أن الخصم المقصود هنا سيكون من درجات أعمال السنة، فيما يرى
18%
من المعلمين أن استدعاء ولي الأمر هو من أنجح طرائق العقاب المستخدمة في المدارس، ثم يأتي الطرد من الفصل الذي اختاره 11% من الطلاب، و يؤمن 9 % من المعلمين أن أسلوب التشهير بالطالب داخل المدرسة هو الأمثل، أما البقية ونسبتهم 12% فقد اختاروا وسائل عقاب أخرى، من أبرزها إفهام الطالب خطأه أمام زملائه، والتوبيخ الشفهي.
وعن الشعور الذي ينتاب المعلمين بعد قيامهم بضرب طلابهم، يقول 11 % أنهم يشعرون بالألم وعدم الرضا، و37 % يقولون: إنهم ينتابهم شعور بالندم، فيما يقول: 21 % إنهم يحسون بالرضا، و3 % يشعرون بالخجل.
الضرب فيأوروبا:

العقاب الجسدي في المدارس ظاهرة لا تنفرد بها الدول العربية وحدها، بل يشكو منها تلاميذ أوروبا، وتنبه القائمون على التربية هنالك ومنذ زمن بعيد لخطورة العقاب الجسدي والآثار النفسية التي تترتب عليه، وكانت فرنسا هي السباقة في مجال سن القوانين التي تمنع ممارسة ذلك الأسلوب في مدارسها، وينص قانون 1886م صراحة على منع العقاب الجسدي للطلاب، وأباح العقاب الذي يكون في شكل: حرمان جزئي من الفسحة، أو الوقوف في الفصل أو التوبيخ أو خصم الدرجات.
وكانت المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان قد أصدرت مؤخرا قرارا يقضي بمنع العقاب البدني في المدارس الأوروبية والاستعاضة عنه بأساليب تربوية أخرى.

وتنتهج المدارس المتقدمة أسلوب التشجيع المعنوي والمادي للطلاب المتفوقين والمنضبطين سلوكيا، مما يدفع زملاءهم للاهتداء بطريقهم. ودرجت الكثير من المدارس إلى تعيين مشرف أو اختصاصي للنشاط المدرسي تناط به مهمة إدخال فلسفة تربوية تكسر حاجز الرقابة الأكاديمية وتضفي نوعا من المرح والتسلية، الشيء الذي يقلل من أخطاء التلاميذ ويجعلهم أكثر انطلاقا واحتكاكا ببيئتهم المدرسية وبالتالي يبعدهم عن ما يعرضهم للعقوبة أيا كان نوعها.

لمحات من عقاب طلاب العلم في التراث
نستعرض فيما يلي بعض النماذج والآراء حول فلسفة العقاب لدى بعض المربين القدامى:
أولا : القابسي
يحث القابسي المربي على اللجوء قبل الضرب إلى «العزل والتقريع بالكلام الذي فيه التواعد من غير شتم ولا سب لعرض». والقابسي أقر الضرب عقوبة، ولكنه أحاط ذلك بعدة شروط، ومن الشروط التي وضعها:
1-
أن يوقع المعلم الضرب بقدر الاستعمال الواجب في ذلك الجرم.
2-
أن يكون الضرب من واحدة إلى ثلاث، ويستأذن القائم بأمر الصبي في الزيادة إلى عشر ضربات.
3-
أن يزداد على عشر ضربات إذا كان الصبي يناهز الاحتلام، سيئ الرعية، غليظ الخلق، ولا يريعه وقوع عشر ضربات عليه.
4-
أن يقوم المعلم بضرب الصبيان بنفسه، ولا يترك هذا الأمر لأحد من الصبيان الذين تجري بينهم الحسية والمنازعة.
5-
أن صفة الضرب ما يؤلم ولا يتعدى الألم إلى التأثير الشنيع أو الوهن المضر.
6-
أن مكان الضرب في الرجلين «فهو آمن وأحمل للألم في سلامة» ويتجنب رأس الصبي إذ قد يوهن الدماغ أو تطرف العين.
7-
أن آلة الضرب هي الدرة أو الفلقة، وينبغي أن يكون عود الدرة رطباً مأموناً.

ثانيا : محمد ن سحنونقال محمد بن سحنون في كتابه آداب المعلمين في الضرب: «ولابأس أن يضربهم على منافعهم ولا يجاوز بالأدب ثلاثاً إلا أن يأذن الأب في أكثر من ذلك إذا آذى أحداً، ويؤدبهم على اللعب والبطالة، ولا يجاوز بالأدب عشرة. وأما على قراءة القرآن فلا يجاوز أدبه ثلاثاً. قلت لِمَ قلت عشرة في أكثر الأدب في غير القرآن وفي القرآن ثلاثة؟ فقال: لأن عشرة غاية الأرب، وكذلك سمعت مالكاً يقول: وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لايضرب أحدكم أكثر من عشرة أسواطٍ إلا في حد".

الثالث : الغزالييرى الغزالي إعطاء الفرصة للتلميذ لكي يصلح خطأه بنفسه، حتى يحترم نفسه ويشعر بالنتيجة، ويرى مدحه وتشجيعه إذا قام بأعمال حميدة تستحق المكافأة والمدح والتشجيع. والغزالي يؤمن بالضرب للتلميذ في حالة الضرورة. وكذلك يرى ضرورة أن يعامل المربي كل طفل المعاملة التي تلائمه، وأن يبحث عن الباعث الذي أدى إلى الخطأ، وأن يفرق بين الصغير والكبير في التأديب والتهذيب. وكان الغزالي ضد الإسراع في معاقبة الطفل المخطئ، ويطالب بإعطائه فرصة ليصلح خطأه بنفسه. وينادي الغزالي بتشجيع الطفل إذا كان يستحق ذلك؛ لأن فيه إدخاله للسرور على النفس. حيث إن التوبيخ يؤدي إلى الحرمان والخوف وقلة الثقة بالنفس.

رابعا : ابن القيم
يشير ابن القيم في كتابه الفروسية إلى أن شفقة المربي بتلاميذه لا تمنعه من تأديبهم إذا دعت الضرورة إلى ذلك، ويفسر ابن القيم التشديد على الابن بضربه على ترك الصلاة بعد بلوغه عشر سنوات؛ لأنه ازداد قوة وعقلاً واحتمالاً للعبادات، ويضرب على تركه الصلاة كما أمر به نبينا [ وهذا ضرب تأديب وتمرين، وعند بلوغ العشر يتجدد له حال أخرى يقوى فيها تمييزه ومعرفته.

خامسا : الإمام أحمد بن حنبل
الإمام أحمد بن حنبل من أوسع الناس حلماً وأكثرهم رحمة ورأفة أقر الضرب إن كان ثمة فائدة مرجوة من ورائه، فقد سئل رحمه الله عن ضرب الصبيان فقال: «على قدر ذنوبهم ويتوقى بجهده الضرب وإن كان صغيراً لا يعقل لا يضربه».
الطريقة المثلى في التعليم والتربية
عمرت الأرض بآدم وبنيه إلى يومنا هذا ونحن نتعلم ونجرب، وحضارات تتلاشى وأخرى تظهر. وهذه هي الحال، فلكل مقام مقال، ولكل زمان دولة ورجال. ولم يتوصل الإنسان بعد لطريقة مثلى في التعليم والتربية لها أفضلية ويستشهد بها دون سواها. فما زال يجرب ويجرب ويخطط ويمحو ما قبله من خطط، ويطور دولة ويهدم أخرى إلى ما شاء الله. فكل التربية فرضيات وآراء وفلسفات وتجارب مختصين وأفكار علماء. فلا معيار أو سلم تقويم أو إجابة نموذجية يقوَّم بها أداء المعلمين، أو تؤكد طرائق وتنفي أخرى، فكلها نسبية تجريبية ومعرفة تراكمية. وكثير مما يدرس حتى الآن نظريات منها ما له برهان ومنها من ينتظر، ومنها ما افترضنا صحته ووصفناه بالبديهيات، وهي ما لم نجد لها بديلاً أو نظيراً أو ما يخالفها. ومن الفروض ما لها التطبيقات التي جعلتنا نؤمن بصحتها، دون الحاجة إلى البرهان، وبقيت نتائج تجارب أو مشاهدات. ونتطور معتمدين على ما سبق ونبني عليه، وما كان ليس خطأ، وليس الصحيح المطلق هو ما نحن عليه. وعليه لابد في المقام الأول من جدية التعليم، وعدم المحاباة فيه، والصدق في التقويم. إذ ليس لعدنان أكثر من سلطان إلا بالجد والاجتهاد. والاختبار الصادق الهادف هو المقياس والأمان، مع عدم إمكان توفر هذا 100% والعلم ليس المعرفة بالشيء معرفة نظرية، بل انعكاس على حياة الإنسان. ويظهر أثره على شكل تصرفات وسلوك وآلات وتطور وحداثة واستثمار للمعارف والأفكار، وتفهم للحاضر والمستقبل، وسعي نحو الأفضل، من أجل البناء والتكميل، وتوريث الأجيال جيلاً بعد جيل إيماناً وقوة وأخلاقاً وعزة وريادة. ويجتمع له وعليه ذوو العقل للنقاش لا للخلاف، ولتبادل وجهات النظر، ويتمتعون بلذة ما توصلوا إليه لأنه الطريق إلى الله عز وجل دنيا وآخرة. ولكن العلم يؤتى ولا يأتي، فهو بحاجة إلى عزم وصبر وإرادة وقوة وحزم وتبصر وتفكير. ويلزم لذلك تعلم طريق التفكير بالسؤال عن حال الشيء ومسبباته، وما كان عليه وما سيكون، والتفكير في خلق الله عز وجل وبالملاحظة والمشاهدة والاستقراء، وتوقع الاحتمالات والبحث عنها نظرياً وتجريبياً، وتأكيد النتائج بالطرائق العلمية مشاهدة وتجربة وإحصاء. ولكن يبقى الهدف الأسمى وهو استخدام الحقيقة المستخلصة واستثمارها في مجالات الحياة المختلفة.
ولكي يبدأ الإنسان الطريق، فلابد من التعلم في المجتمع والمدرسة على أيدي معلمين أكفاء، وذوي خبرة ودراية، ومعرفة تربوية تتصل بالواقع وتمتزج بالخيال، وملأى بالطموحات والآمال، وأن يكون التعليم مبنياً على الحماس وحب الاستطلاع والرغبة في البحث والأمانة والبعد عن الادعاءات والخرافات، والإيمان المطلق بالعلم كوسيلة لحل المشكلات، واحترام آراء الآخرين، والبعد عن التعصب والمغالاة، وهذه ميزات الجندي المجهول - المعلم - الذي يحترق ليضيء للآخرين دربهم، وهو يعتقد أن الطالب أمانة يسأل عنها كما يسأل عن علمه فيما فعل فيه. وهو ركيزة هامة لا يتم التعلم إلا بها. وحتى يحتمل أكثر ويقوم بعمل أفضل لا بد من الاهتمام به وتنمية قدراته ومهاراته بالندوات والمؤتمرات والدورات التدريبية، والانتماء إلى المؤسسات التعليمية كما يحتاج إلى الحوافز المادية والمعنوية.
وللتعليم ركائز لا تقل أهمية عن دور المعلم من حماس الطالب نفسه، وتفهمه لقدراته ومهاراته وواجباته، والنظر إلى المستقبل، وتوجيهه الوجهة الصحيحة، والشعور بالمسؤولية. ويلزم الطالب جواً نقياً يتقبل العلم ويدعو إليه، ويساعده إلى وصول كل ما يصبو إليه بتوفير كل الإمكانات المادية والنفسية والاجتماعية له، ومراعاة جميع مراحل تطوره، ومع متابعة تقصيره وتداركه حالاً ولا يترك ليتراكم فيصعب إصلاح الحال. كما يتطلب التعليم وجود النظام المتزن الهادئ الذي يتناسب مع ظروف العصر وتطوره، ومحاكاة جميع القدرات، والتمييز بينها بالتشجيع والترغيب لا باللوم والتقريع. ومع تعليم الطالب طرائق الاعتماد على الذات، واستخلاص المعلومات من الكتب والمراجع، والاستزادة منها، وتفهمه أهمية المطالعة والكتابة، ومناقشة ما بين يديه دون خوف أو وجل. ثم بهدوء وطمأنينة يصل إلى استعمال صحيح لكتب المقررات التي يجب أن يتوفر فيها كل ما يصل بالطالب إلى الأهداف المرجوة تربية وتعليماً.
وما مجانية التعليم إلا ضرورة وفرها المخلصون الصادقون من أهل القرار، وليس لنا إلا العرفان للذي يقي أبناءنا شر الجهل والفقر والضياع. ولا علاقة هنا بمن يقدر العلم ومن لا يقدره وبمن يقدر ومن لا يقدر، فالعلم فريضة على كل مسلم كان غنياً أو فقيراً. فالجاهل عليه أن يتعلم والعالم عليه أن يزيد. ولكلٍّ الحق في التعليم حباً للوطن وحباً في التنمية، وليتسنى لهذا وذاك على السواء بناء أبنائه بنية سليمة، ولأن يكون على وعي كاف، ويقدر على متابعة أبنائه حتى لا نعود إلى عصر الأمية والعياذ بالله منها. وما تكدس الفصول إلا بسبب الجهل وعدم تنظيم الناس أمورهم. فلنتكاثر ولنباه الأمم بالجيل المتعلم الواعي، ولنقد الأمم علمياً كما قادهم أسلافنا.
أما أساس العجز في عدد المعلمين هو قلة من تعلم وواصل وجد وثابر وخطط مستقبله ليكون معلماً. وهذا لما يلاقي المعلم من قلة التقدير والاحترام، وتخلف الإعداد المعرفي والنفسي له. فلابد من انتقاء المعلمين الأكثر علماً وخبرة، ولا يتأتى هذا إلا بالنظر للشهادات الدالة على القدرة والندرة والكفاءة. ولابد من متابعة المشرفين والمختصين للمعلمين متابعة مستمرة واثقة، وعلى إثرها وبعد الدورات التدريبية الكافية والإرشادات الهادفة يقرر ذوو القرار مصير المعلم سلباً أو إيجاباً.
وما الدروس الخصوصية إلا ظاهرة عالمية وفي كل المراحل والموضوعات، وليس فيها عيب أو ظلم أو استغلال إذا بني الفرد والمجتمع في ظل العدالة، وعوقب كل من لا يقوم بعمله على أكمل وجه عقاباً شديداً ما دام قد قبل بهذا العمل، فلا يربط دخله بعطائه، فدخله محدود، وعطاؤه ليس له حدود، ولكل حاجة إن حرم الطريق إليها حرمت.
أما الأيدي العاملة التي نحن بحاجة إليها هي الأيدي المتعلمة المؤهلة المدربة الواعية المؤمنة المخلصة المتفهمة لمصلحة الأمة والوطن. فهؤلاء من المجتمع وأولياء أمور وبناة جيل. وأبناؤهم ليسوا بالضرورة مثلهم ويمتهنون مهنهم، فيمكن لابن المزارع أن يكون معلماً ولابن المعلم أن يكون مزارعاً، فلنتكافل وليكمل كل منا الآخر، وليعد الآباء حتى يعدوا الأبناء.
أما المدارس الخاصة، فلابد من التنافس الشريف بينها ليس على حساب مصلحة الطالب بالنجاح دون استحقاق، وبما أن المنهاج واحد في دولة واحدة وتخضع لنظام واحد، فلا بد من إخضاع هذه المدارس للرقابة والمحاسبة من قبل الوزارة المختصة، وجعل درجات الثانوية العامة تحت إشراف الوزارة 100% وذلك ليبين الغث من السمين من هذه المدارس، والخير لأولالخيل في نهاية السباق.
وأما طلاب المرحلة الثانوية فلهم الحق في تقويم مدرسيهم عن طريق الاستبيان الواضح المدروس، وليس لهم الحق في إعداد المناهج، فهي تحتاج إلى أهل خبرة واختصاص. وليس المنهاج هو السبب في تدني مستوى المتعلمين على الرغم من وصولهم المراحل العلمية العليا، بل للكثير مما ذكر خلال السطور وليس موضع البحث الآن. وبحكم اطلاعي على معظم مناهج الدول العربية، ومناهج بريطانيا وألمانيا في تخصصي (الفيزياء) فلا يوجد فرق في العناوين والمفردات، ولكن علينا إغناء مناهجنا بالأفكار والوسائل والتطبيقات والتدريبات. وكم نحن بحاجة إلى مناهج ثابتة في أهدافها، متغيرة في وسائلها تتلاءم مع العصر ومتطلباته. وكم نحن بحاجة إلى معلمين مؤهلين مدربين متابعين، وطلاب واعين راغبين. وأهل صابرين راضين تقويم المعلم كما ائتمنوه على تعليم أبنائهم.
نشر في مجلة (المعرفة) عدد (42) بتاريخ (رمضان 1419هـ -يناير 1999م)


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آراء حول العقاب البدني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اعدادية صخر أزرو  :: مواضيع عامة-
انتقل الى: