النظرة المزدوجة الخاطئة من قبل السلك التعليمي ومن قبل الطلاب حول الجدوى النهائية من دخول الفرع الفني والصناعي
[size=16]قد أدت إلى نظرة دونية حول القدرات التي يمتلكها الطلبة والطالبات بكلا الاختصاصين ما أدى إلى أحكام سلبية مسبقة وأفكار وأفعال سلوكية خاطئة نتج عنها تفريغ شحنات انفعالية اتسمت بطابع الشغب الذي أخذ يتحرك في دور التربية ومناهج العلم ولابد من دق ناقوس الخطر هل هناك خلل في المؤسسات التعليمية يجب التصدي له بشجاعة بعيدا عن شعارات ( كله تمام ) ظاهرة بدأت منذ عدة سنوات وكعادتنا تجاهلناها ولم نلتفت إليها لمعرفة الأسباب ووضع الحلول لها وقلنا عنها حينذاك ( لعب أولاد ) كلها مؤشرات وإرهاصات لظاهرة تتحرك وتنتظر الوقت للانفجار في وجوهنا وبالفعل انفجرت بقوة فجعلت المجتمع كله في حالة انتباه واهتمام.
[size=16]بعد هذا التصور كان لنا سلسلة من اللقاءات مع بعض الطلاب والطالبات لنضع يدنا على الجرح عسى أن نجد حلولاً في الأفق المنظور على الأقل, فكيف كانت الإجابة عن هذا الموضوع.
[size=16]إلى أين يؤول مصيرنا?
[size=16]- محمد علي ثالث ثانوي صناعة: بصراحة بيني و بين المعلمين و كل أقراني العلاقة الرائعة مع المعلمين و لا أرى أي ضغينة أو ما شابه فمدرس أحد المواد عندما يدخل الصف كأنه داخل مقهى نضحك من بداية الحصة حتى النهاية وذلك لعدم معرفته في إيصال المعلومة للطالب و هذا ما يكرهه كل الطلاب واعتقد أن المدرس له الدور الأول والأخير.إذا تعامل مع الطلاب على أنهم طلاب وعليه الإلقاء فقط والطلاب مستمعون. وهذا غلط كبير ويستدعي من الطلاب المشاغبين إضفاء حركاتهم الخارقة.
[size=16]- أما علاء شحادة ثالث ثانوي صناعة: أيضا يقول المشكلة تكمن في طلاب الصناعة أنهم بمجرد الانتهاء من الثانوية يتساءلون إلى أين يؤول مصيرنا? لاينتظرنا إلا المجهول ولايمكن لنا دخول الكليات العامة ولا المعاهد إذا لم نكن من الأوائل في الثانوية ومايزيد الطين بله دخول المواد الحفظية ونحن نعرف أن فروعنا تكون بمعظمها عملية ما يزيد الملل فنضطر للشغب من أجل التنفيس عما يختلج في نفوسنا.
[size=16]- فراس البحري بكالوريا صناعة: رأى أن المدرس نفسه هو مصدر الشغب لديهم. فالقصور العلمي الذي يظهر به المدرس, في بعض الحالات, يشكل دافعاً لديهم نحو الشغب والفوضى لملء وقت الدرس الذي يبدو لهم مملاً إلى درجة يفضلون عندها ممارسة الشغب على الاستماع أو الإصغاء للمدرس في قاعة الدرس هذا من جهة, وأما من جهة أخرى, فإن العلاقة (غير الأبوية) أو القاسية التي يرتبط بها المدرس مع طلابه هي بدورها, تشكل دافعاً آخر يدفع بهم إلى الارتباط بالمدرس بالعلاقة نفسها.
[size=16]هذه بعض آراء طلابنا وعندما انتقلنا إلى مدارس الفتيات لم تكن الصورة وردية أو هادئة. ولعلها كانت أشد وطأة على النفس من الصورة في مدارس الفتيان, ربما لأننا لا نزال نختصر صورة الفتاة في الهدوء والرقة والنعومة, ولا نتوقع أن تقدم على ممارسة الشغب إلا في حالات ضيقة تتعرض فيها للقهر الشديد. ولكن الواقع يفرض نفسه بكل قسوة ليمحو تلك الصورة المتخيلة.
[size=16]مقولات خاطئة عن فروعنا
[size=16]- فاطمة فرنجية ثالث ثانوي نسوي تقول: تصرفاتي التي أقوم بها هنا هي غير التي أقوم بها في بيتي وأحب أن أعمل (جو) واضطر أحيانا للشغب حسب الأساتذة الذين نتعامل معهم وكذلك حسب المواد الجافة التي تعطى لنا وشغبي لايتعدى قلة الأدب.
[size=16]- أما سهى غنام ثاني ثانوي نسوي: تقول أحيانا أشعر إنني مهمشة في الصف ومن اجل لفت انتباه المدرّسة لي أقوم بالشغب بين الحين والحين وعند مشاهدتي للآنسة وبإلقائها الجاف أحيانا أعمل جواً في الصف,وأثير الشغب.
[size=16]- أريج الحسين أول ثانوي نسوي :وفيها نظرة حزينة تقول أنا لست مشاغبة ولكن الضغوط والشجار في منزلنا أحد الأشياء التي تزعجني وتشعرني بحاجة لكي أنفس عما يختلج في نفسي وشغبي يكون أيضا حسب ماتمليه علينا الحصة الدرسية فأتحدث أثناء الدرس وأكثر شيء يزعجني هو تمييز الآنسة بين زميلاتي أو التساهل مع بعضهن على حساب الأخريات فلا تراخي ولا قسوة فالتراخي والقسوة في نفس الوقت يشعل نار الشغب بين الطالبات.
[size=16]- دانا العش أول نسوي: تتميز بحرية وجرأة بالطرح وكلها ثقة بأهلها ومعاملتهم إياها ودخلت الثانوية الفنية عن قناعة ولكنها وجدت المواد الحفظية عائقا أمامها فتقول لا أرى في تعاملي مع إدارة المدرسة الانسجام المطلوب الذي عهدناه في المراحل السابقة ناهيك عن المستقبل الغامض الذي ينتظرنا ماذا سنفعل بعد إنهاء الثانوية الفنية النسوية. كل هذه الأسباب مجتمعة تقف حجر عثرة في طريق مستقبلي.
[size=16]- أما نور ديب ثالث ثانوي نسوي: أرى الضغط يلازمني من الأهل والمدرسة وأنني تائهة ومايعذبني أن هناك مقولة على المدارس الفنية والصناعية بأنها فارغة ولايوجد فيها شيء من النفع ولاننسى المعاملة غير اللائقة لبعض معلمينا وتهميشهم لنا وبقولهم لنا إنما مجيئكم إلى الصناعة والفنون لتقصيركم في المراحل السابقة أو لنقص في علاماتكم لم تؤهلكم لدخول الثانويات العامة فتضعف ثقتنا ونحس بالاستهتار ما يضطرنا للشغب.
[size=16]وتؤيدها بالرأي رهام حيدر ثاني ثانوي نسوي: بالإضافة إلى عدم التشجيع من مدرسيها والإنقاص من قيمتها بدخولها الفنون فينتقل الإحساس إلى بيتها وهذه أمها تحاول ان تكسر من قيمتها لمجرد ان تشاغب في المنزل وتقول لها الا يكفي دخولك الفنون وتريدين المشاغبة أيضا ما شجع فيها الشعور بالشغب, تابعت الحديث زميلتها نور اليغشي لتقول أتينا إلى المدرسة الفنية من أجل متابعة دراستنا حتى الثالث الثانوي ومن ثم نعود لمتابعة دراستنا وتقديم الثانوية العامة وبعدم الانقطاع عن الدراسة تكون هذه الثانوية محط تسلية فيكثر الشغب بيننا .
[size=16]مع المدرسين والمدرسات
[size=16]التقينا بأحد المدرسين في إحدى الثانويات الصناعية الأستاذ أحمد الكلّ مدرس مادة الفيزياء
[size=16]