أبو الحسن المراكشي هو أبو الحسن علي بن محمد المراكشي، مؤرخ من أهل المغرب من مراكش، نزل ببادس الريف شمال المغرب سنة 635 هجرية وأقام فيها بعد مارحل إلى المشرق وحج، فقد قال في كتابة ((مناقب الأولياء)) قعدت يوما بمكة انظر في البيت العتيق واتفكر فيه وأرى له اربعة أوجه والناس يصلون إلى كل جهة فيه، فألهمني الله تعالى إلى ان قرات : فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ.
رجوعه إلى المغرب ومكوثه بمدينة بادس
بعد رحلته إلى المشرق رجع إلى المغرب، وقد اختار أن يستقر في مدينة بادس الريف، لانها مقبرة الصلحاء كما قال في كتابه، فقد حكى تاجر ببادس كان يدعى محمد بن إدريس وكان يتردد بزورقه على مراسي البحر الأبيض المتوسط لوسق سلعه مع ابن عمه الرئيس يوسف البحري، قال كنا حملنا في قاربنا خشبا من بادس برسم التجارة _ أي إلى مرسى هينين بنواحي الجزائر _ فلما بلغنا وحضر سفرنا، أتانى شيخ رضي بهي السيمة، فقال لي من أين جئتم فقلت له من بادس، فقال نِـعم بادس مقبرة الصالحين، ثم قال لي وأي وقت تحاولون الرجوع إليها، فقلنا له الساعة، فقال ان بدا لي التوجه صاحبتكم إليها في قاربكم، فقلت له نعم، فقال انا ومن معي وهي مملوكة، فقلت له انت ومن معك، فاتى السيخ أبو الحسن وخادمته فطلع معنا في القارب واقلعنا من هنين وسرنا فأصبحنا يوما على حرف بادس فنظرنا في الغبش، فرأينا شيطيا _باخرة حربيا _ قاصدا الينا فدهمنا امر عظيم ،وسار بعضنا يموج في بعض ،والشيخ أبو الحسن واضع رأسه بين ركبتيه، فسمع ضجيجا وما نحن فيه، فرفع رأسه وقال ماشأنكم، فقلت له أظنك مصابا في عقلك، نحن الساعة أسرى للعدو، ثم قام فكانت منه التفاتة إلى جهته، فرأيته قد امسك طوقه بيده، وأخذ به كالخائف لنفسه، ثم رفع رأسه إلى السماء، قال فغشينا في الوقت ضباب كثيف لا يكاد الإنسان يرى يده، وهبت علينا ريح طيبة سوائع، فغاب عنا الشيطي وما كان الا يسير حتى وصلنا إلى باديس سالمين.
وفاته
توفي ببادس الريف ودفن بالمقبرة التي بمشرق بادس، وقبره مشهورا بها يزار ويتبرك به
مصادر
كتاب :مناقب الأولياء لـ أبو الحسن علي بن محمد المراكشي
كتاب المقصد الشريف والمنزع اللطيف في التعريف بصلحاء الريف. للشيخ المؤرخ عبد الحق بن إسماعيل
تاريخالريف،أحمدالبوعياشي
تم الاسترجاع من "http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%B4%D9%8A"