النمر العربي من الحيوانات الثديية اللاحمة (آكلات اللحوم) والتي تتبع فصيلة السنوريات، وهي إحدى سُلالات النمور. يُعتبر النِمر العربي أكبر وأقوى أنواع القِطط العربية، ولكنه يبقى الأصغر حجماً بين سُلالات النمور جميعها، والتي تنتشر في قارتي آسيا وأفريقيا، وتعتبر هذه السلالة مهددة بصورة حرجة عبر موطنها بأكمله الذي يشمل اليوم جنوب سوريا، فلسطين، السعودية، الإمارات، اليمن، وعُمان، حيث ما زالت أعدادها تتناقص شيئا فشيئا.
1 المعيشة والحياة الإجتماعية
2 الصفات الخارجية
3 الغذاء
4 الوضع الحالي والتعداد
5 مراجع
6 وصلات خارجية
[] المعيشة والحياة الإجتماعية
النمور العربية حيوانات تقطن الجبال العالية على عكس ما يظنه العامّة من أنها حيوانات قاطنة للصحراء ومناطق الآجام الغالبة على الدول التي تستوطنها، فهي تتواجد بصورة رئيسيّة في جبل سمحان في مُحافظة ظفار العُمانية ومنطقة عسير الجبلية في السعودية وفي محمية عين جدي بالقرب من البحر الميت بفلسطين. تقتات النمور العربية على الوعول النوبية، الماعز البري، الطهر العربي، الثعالب، وغيرها من الحيوانات الجبلية، ويمتلك كل نمر منطقة خاصة به ويقوم بالدفاع عنها ضد النمور الأخرى من الجنس نفسه. تكون منطقة الذكر أكبر حجما من منطقة الأنثى وتتقاطع دائما مع مناطق إناث متعددة، وتقوم النمور داخل هذه المناطق بالصيد والتزاوج وتربية جرائها، وفي المناطق الجافة والقاحلة تكون مساحة حوز النمور أكبر من ذاك في المناطق الأقل جفافا وذلك عائد إلى ندرة الطرائد في المناطق الجافة مما يرغم النمور أن توسّع من نطاق بحثها عن الغذاء، وهذا يدل أيضا على أن النمور العربية لم تكن يوما وافرة العدد في هكذا مناطق.
النِمر العربي يتميز بنشاطهِ نهاراً وليلاً ولكنه يبقى حذرا من التواجد البشري، وهذه الحيوانات إنعزالية لا تلتقي غيرها من النمور إلا في فترة التزاوج والتي تدوم تقريباً 5 أيام، يتم خلالها التزواج عدة مرات. وبعد فترة حمل تدوم ما بين 98 إلى 100 يومِ، تلد الأنثى من جرو إلى أربعة جراء في أحد الكهوف أو الشقوق الصخرية. وتكون الأشبال عمياء عند الولادة، وتفتح أعينها بعد تسعة إلى عشر أيامِ، وعندها يبدأون باستكشاف بيئتهم المحيطة. وهم عادة لا يغادرون العرينِ لوحدهم حتى يصلوا إلى عمر أربعة أسابيع على الأقل. أثناء هذه الأسابيع الأولى تقوم الأم بنقل الأشبال من عرين إلى آخر عدّة مرات للتقليل من فرص عثور الضواري الأخرى عليهم. وتصل أعمار النمور في البرية ما بين 10 إلى 15 سنة، بينما تصل أعمارها في حدائق الحيوان حتى 21 سنة.
[] الصفات الخارجية
تكون النمور العربية باهتة اللون بشكل كبير حيث أن اللون الذهبي المصفرّ والذي يتواجد في العادة بين البقع في معظم أنحاء جسم باقي السلالات لا يتواجد عند هذه السلالة إلا على طول ظهورها، ومن ثم يبهت إلى الأصفر الشاحب أو الأبيض على باقي الجسد. تزن الأنثى البالغة 20 كيلوغراماً (45 رطلا)، بينما يزن الذكر البالغ ما يقارب الـ 30 كيلوغراماً (65 رطلا). وبالمُقارنة فإن النمور الأفريقية الجنوبية يمكن أن يتراوح وزنها ما بين 50 إلى 70 كيلوغراماً، وبالتالي يمكن اعتبار النمور العربية أصغر من باقي سلالات النمر الإفريقية والآسيوية. يتشابه الذكر مع الأنثى، ولكن الذكور تكون أكبر من الإناث، كما يتم التمييز بينهما بوجود كيس الصفن الواضح لدى الذكور، وتمتاز النمور العربية بذيولها الطويلة، والذي تستعمله في التوازن أثناء التسلق.
] الغذاء
تقتات النمور العربية على الماشية المستأنسة (الماعز عادة) بشكل كبير وذلك عائد إلى أن طريدتها الطبيعية أي الطهر العربي وغزال الجبل قد أصبحت نادرة لدرجة كبيرة أو حتى إختفت في بعض الدول التي تقطنها، وهذا التصرف بدوره يضعها في مواجهة مباشرة مع الإنسان. تفترس النمور العربية الثعالب وأي نوع أخر من الثدييات الصغيرة بالإضافة إلى الطيور والجيفة، وهي تصطاد أثناء فترة الغسق والفجر إجمالا وتنشط أثناء الليل بشكل أكبر من النهار الذي تمضيه في أماكن ظليلة مخفيّة عن العيون هربا من الحرارة المرتفعة.
[] الوضع الحالي والتعداد
تعتبر هذه السلالة من النمور بأنها معرّضة بصورة حرجة، وقد أدى الصيد المكثّف في أوائل التسعينات من القرن العشرين إلى إطلاق عدّة برامج للحفاظ على هذه النمور وعلى مسكنها الجبلي وجميع أصناف الحياة البرية التي تقطنه. يبلغ عدد النمور العربية حوالي 15 أو 18 نمرا في صحراء النقب ووادي عربة في فلسطين، وقرابة 100 نمر في شبه الجزيرة العربية بأكملها وخصوصا على امتداد جبال مدين والحجاز والسروات حتى اليمن وكذلك في شرق الامارات ، ولا تزال الأعداد تتناقص في البريّة بسبب اضطهادها وصيدها على اعتبار أنها من الحيوانات المضرّة والمؤذية