omic Sans Ms]]عندما تسمع كلمة «مزرعة» فالأرجح أنك سوف تتخيل منطقة ريفية بها مساحات خضراء واسعة، تنمو فيها محاصيل متنوعة وترعى في بعض أجزائها قطعان من الأبقار والماشية.
ولكن بسبب زيادة عدد السكان المستمرة والحاجة إلى بناء مساكن لهم. سوف تقل مساحة الأرض المتاحة للزراعة!
وهذا يثير حيرتنا: أين سنزرع المحاصيل الزراعية اللازمة لإطعام كل أولئك الناس؟
والإجابة هي: المزارع الرأسية، أي إنماء المحاصيل في طوابق عديدة يبلغ ارتفاعها مئات الأمتار!
تحتاج المزارع الرأسية إلى مساحة أرضية أقل من تلك المزارع التقليدية المألوفة في الوقت الحاضر، وبالتالي سوف توفر مساحات جديدة لمئات المباني المهجورة، بكافة المدن في مختلف أنحاء العالم.
كذلك سوف تصبح المدن التى تزرع طعامها الخاص بها، أكثر اعتماداً على نفسها، وأقل عرضة للكوارث مثل الأعاصير، التي يمكن أن تجعل من المستحيل على الشاحنات توريد المحاصيل الطازجة إلى الأسواق ليتم استهلاكها هناك.
وعلاوة على ذلك فإن الفواكه والخضروات التي تزرع بالأراضي الفسيحة، تواجه كل أنواع المخاطر مثل الفيضانات والأوبئة التي تنقلها الحشرات والميكروبات والجفاف والتقلبات الجوية التي يمكن أن تتلف المحاصيل الزراعية. والواقع أن الإنسان يمكنه أن يتحكم في كل شيء داخل المبنى المغلق، ولكنه لا يستطيع التحكم في أي شيء في الأراضي المفتوحة، والهواء الطلق.
توجد الآن بالفعل، بعض التجارب الناجحة لإنماء المحاصيل الزراعية داخل مبان وأبراج، فعلى سبيل المثال، يتمتع العلماء المقيمون بوحدات أبحاث القطب الجنوبى والصحارى، بالمحاصيل الزراعية الطازجة يومياً، التى يزرعونها فى مبان زجاجية معزولة ومتحكم في درجة حرارتها من الداخل. كما أجرت وكالة أبحاث الفضاء والطيران القومية (ناسا)، تجارب لسنوات على طرق زراعة الفاكهة والخضراوات على القمر، وفي المستقبل فوق كوكب المريخ!
الصعوبة في التحكم في الظروف «الجوية» داخل المباني خاصة الكبيرة منها، مثل التحكم الصحيح في نسبة الرطوبة.
كما أن النباتات تختلف من حيث متطلباتها من الإضاءة والظروف الجوية، فمثلاً الطماطم تحب الطقس الدافئ المشمس، بينما يفضل الخس درجات حرارة أكثر برودة، وعموماً فإن معظم المحاصيل الزراعية تحتاج إلى الكثير من ضوء الشمس.
إن تقليد ضوء الشمس أمر بالغ الصعوبة، ولكن العلماء يدرسون في الوقت الحاضر كيفية صنع ضوء اصطناعي قوي له نفس صفات ضوء الشمس، الذى تحتاج إليه المحاصيل الزراعية التي تنمو في مباني المزارع الرأسية.
المياه المستخدمة في ري المحاصيل الزراعية الرأسية، تتدفق ببطء إلى الطوابق السفلى، لري القمح والفواكه والخضراوات.
وفى المزارع الرأسية ليست هناك حاجة إلى استخدام المبيدات الحشرية للتخلص من الآفات الزراعية الضارة بالمحصولات الزراعية، كذلك لا تستخدم الأسمدة التي تضاف للتربة من أجل المساعدة على نمو النباتات.
وتؤدي الأسمدة في المزارع الأفقية المعتادة إلى تلوث المياه، حيث يحتوي البعض من هذه الأسمدة على أحماض لزيادة كفاءتها، وكذلك قد تتضمن فضلات الحيوانات ومياه الصرف الصحي الملوثة.
إن المزارع الرأسية التي يطلق عليها أيضاً «الزراعة من دون تربة» تثبت يوماً بعد يوم، صلاحيتها لظروف بلادنا العربية، وسوف نعتمد على انفسنا في زراعة الخضراوات والفاكهة، بل وتصدير البعض منها.[/size]