عملية تنقية المياه الناتجة عن مخلفات الصرف الصحي واستغلالها تعتبر عملية مكلفه بمعني الكلمة في الوطن العربي ولذلك كانت عقبة كبيرة من عقبات تكملة البنية التحتية لمعظم الوطن العربي .
انعم الله علينا بالعقل والعلم , فقد أجريت بجامعة الملك عبد العزيز بجدة دراسات عدة لإيجاد حلول اقتصادية تسهم ولو بجزء بسيط للقضاء علي مشاكل معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامه أو استغلاله !
من هذه الدراسات مشروع تخرج قام به المهندسان / شهاب الدين منير الدين وقاسم سالم اليافعي عام 1985 م كمشروع تخرج لنيل درجة البكالوريوس بالهندسة المدنية واستغرق العمل به 18 شهر !!
فكرة البحث هو إستغلال الطاقة الشمسية والأرض الواسعة التي حبا الله بها هذه الأرض المباركة !
فعملية تنقية المياه بصفه عامة تمر بعدة مراحل إحداها وأكثرها تكلفة هي مرحلة التطهير Disinfection
وهي مرحلة ضرورية للخلاص من الجراثيم والتلوث في المياه ليمكن من استغلاله أو حتى إلقائه في البحار أو الأودية دون حدوث أضرار بيئية وصحية , وتتم هذه المرحلة بعد عملية الترسيب وضخ الهواء وتحريكه في خزانات ضخمه من اجل إحياء البكتيريا وتكاثرها لتترسب المواد العضوية في خزانات الترسيب مما ينتج عنه مياه تم معالجتها معالجه أولية فقط لا تصلح لأي استخدام !
التطهير Disinfection حليا يتم عبر طرق عالية التكاليف منها التطهير بالكلور أو بالأوزون أو بالأشعة وكلها بحاجة لتكلفة وتقنية عالية جدا .
فكرة التطهير باستغلال الشمس فكرة بسيطة تحتاج لمساحات من الأرضي تنشأ عليها برك ذات تصميم خاص يتوافق مع طبيعة كل بلد وتصمم وفقا لدراسات عن أشعة الشمس والأحوال الجوية ( الغيوم والظل ...الخ ).
ويتم تحديد ما يمكن أن تقضي عليه الشمس من البكتيريا والجراثيم في ساعة أو اليوم وما يمكن فيه التخلص لكل بركة علي ما يعادل 90 % من الجراثيم خلال مدة معينه ( زمن يطلق عليه T90 (
وتستمر العملية بانسياب للمياه من بركة إلي أخري حسب العدد المصمم للبرك أو البحيرات ذات العمق والأبعاد المصممة بدقة لغاية التوصل للمعدل المسموح به من نسبة الجراثيم في المياه لتستغل في الزراعة والري دون مشاكل أو أضرار ( 20 /100 مللتر )!!!
فلماذا لا يهتم بمثل هذه الأبحاث ويتم تطويرها لتخدم الوطن والمواطن ولو حتى بالقرى والأرياف ؟؟؟