تعتبر شبكة التحقق من الآليات التنظيمية والتقويمية لأطراف العملية التعليمية-التعلمية: التلميذ ،المحتوى،و الأستاذ:فالأخير يتحقق من مدى اكتساب المتعلم لموارد الأسابيع الست،وقدرته على تعبئتها واستحضارها،وتحريكها من أجل حل وضعية مركبة.فالشبكة تقوم عمل الأستاذ وطريقته التدريسية.كما أن المتعلم يتحقق من مدى امتلاكه واكتسابه لتلك التعلمات ،التي كانت عبارة عن أهداف تعلمية مجزأة ومنفصلة،وقدرته على معرفة العلاقات،أي التمفصلات التي تجمع بينها.
وشبكة التحقق تتضمن معايير ومؤشرات تضبط عمل المتعلم وتحدده.تعطي للمتعلم فكرة عن المواصفات الواجب توفرها في منتوجه.ومن هذه المعايير هنالك:
1-الملاءمة:وهي الفهم الصحيح لمكونات الوضعية الإدماجية:من سياق،وأسناد ،وتعليمات.أن يشرح الأستاذ للمتعلم كل المفردات الصعبة التي تتضمنها هذه المكونات.هي أن يفهم نوعية المهمة التي يجب عليه القيام بها .فالملاءمة في اللغة العربية مثلاهي حجم المنتوج في علاقته بالتعليمات،هي نوعية النص في علاقته بالمطلوب.أما في الرياضيات فهي اختيار الأدوات والمعطيات المناسبة للحل.بمعنى هل استعمل المتعلم العملية الرياضية المناسبة؟
2-الاستخدام السليم للموارد:هو أن يدرك المتعلم الفائدة التطبيقية لتلك التعلمات المكتسبة:لماذا يقرأ الفعل ،والفاعل،والمفعول به؟من أجل تقديم منتوج من قبيل:خلق الله الإنسان.أو الله خلق الإنسان.ففي اللغة العربية يعني هذا الاستخدام :سلامة توظيف المكتسبات في الإملاء والتراكيب والصرف والتحويل.وفي الرياضيات تعني صحة النتائج:هل يمارس المتعلم بكيفية صحيحة العمليات الحسابية؟هل اختار وحدة القياس المناسية؟
3-الإنسجام:هو التسلسل المنطقي للأفكاروالربط بينها.هل تعبر الإجابة عن فهم سليم؟هل تتوفر في هذا النص مقدمة،وعرض،وخاتمة؟لأن المتعلم حين إنجازه للتعليمات الثلاث فهو ينتج نصا يجب أن تعبأ فيه الموارد المكتسبة خلال فترة الإرساء.أما في مادة الرياضيات فالإنسجام يعني منطقية منهجية الحل:هل ترتبط إجابته بالواقع؟هل احترم ترتيب وحدات القياس المناسبة؟
4-جودة العرض:خلو ورقة المتعلم من التشطيب.وضوح الخط.طريقة تنظيم الورقة.
وتعتبر معايير الملاءمة والاستعمال السليم للموارد معايير الحد الأدنى بالنسبة للمستويات الدراسية الأول والثاني والثالث :أي أن توفرهما مجتمعين دليل على تحقق الكفاية لدى المتعلم.أما بالنسبة للمستويات المتبقية فيضاف إاليهما معيار الإنسجام.في حين يبقى معيار جودة المنوج أو العرض للتمييز والتفضيل بين المتعلمين.
إلا أن هذه المعايير ستظل مجردة،عامة،من قبيل المثالية.ولجعلها ملموسة،واقعية ،وقابلة للقياس والملاحظة وضعنا لها مؤشرات تؤجرؤها،أي تطبقها.ويتوفر كل معيار على ثلاث مؤشرات كما هو منصوص عليه في شبكتي التحقق والتصحيح.
وخلاصة القول أن دور شبكة التحقق هو أن يتأكد المتعلم من مدى تحقيق وإنجاز المطلوب منه.
كما أنها تستعمل بنفس الوظيفة في الأسبوعين السابع والثامن.إلا أنه في هذا الأخير تضاف لها شبكة التصحيح ابتداء من المرحلتين الثالثة والرابعة.
كما أن هذه الشبكة تستخدم قبل،وأثناء،وبعد إنجاز المتعلم للوضعية الإدماجية:
_قبل الإنتاج أو ألإنجاز:تبسيط الشبكة،أي شرح كل مكونات الوضعية.والتأكد من أن المتعلم فهم جيدا ما هو مطلوب منه.
_أثناء الإنجاز:مصاحبة الأستاذ للمتعلم من خلال مروره بين المجموعات لملاحظة طريقة اشتغال المتعلم.هل هو سائر في الطريق الصحيح لحل الوضعية؟هل استفاد المتعلم المتعثر من أصدقائه في المجموعة أثناء فترة التقاسم؟وهذه المصاحبة ،أي هذه المعالجة الفورية هي من أجل أن يطور المتعلم منتوجه بعد كل تدخل أو تقاسم:هي أن يكون هنالك فرق بين المنتوج الأول والمنتوج الثاني.
بعد الإنتاج: هي أن يكون هنالك فرق بين المنتوج الأول والمنتوج الثاني.ففي كل مرة ينجز فيها المتعلم فإننا نحصل على نص جديد.
أما نقاط الإلتقاء بين شبكة التحقق في الشفوي والكتابي فهي تظهر أثناء:التعاقد-التقييم الذاتي-الإصلاح الذاتي-التقييم المتبادل-الإصلاح المتبادل.
في حين تتمظهر نقاط الاختلاف بينهما في انعدام الأثر في الإنتاج الشفوي:لأن مراحل الفهم،والإنجاز،والتحقق،والمعالجة ،كلها تتم شفويا.في حين نلاحظ أنه بعد إنجاز المتعلم للوضعية الكتابية يبقى لدى الأستاذ أثرا ،أي منتوجا يمكن تصحيحه،ورصد أخطائه،وتصنيفها قصد بناء خطة لمعالجتها.
ملحوظة هامة:شبكة التحقق ليست موجودة لدى المتعلم رغم أنها تخصه بالدرجة الأولى،لذلك من الأفضل كتابتها على السبورة بمشاركته وإشراكه في صياغة مؤشرات معاييرها كي يكون التعاقد سليما وصحيحا.