كوكبنا يواجه عواقب احتمال ذوبان جليد القطب الشمالي Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: ذوبان المتجمد الشمالي يهدد الحياة هناكفي السنوات القليلة الماضية ارتفعت وتيرة ذوبان الجليد في المحيط المتجمد الشمالي بشكل فاق توقعات الخبراء. العلماء يقولون إن هذا المحيط سيكون خاليا من الجليد بعد قرن من الآن، وهو الأمر الذي سيكون له عواقب وخيمة. شعوب الإسكيمو التي تقطن مناطق المحيط المتجمد الشمالي كانت أولى المخلوقات التي شعرت بقدوم هذه الظاهرة، إذ أن هذه الشعوب كان عليها سابقا أن تنتظر ذوبان مياه البحر فترة قصيرة فقط لكي تستطيع صيد الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى. والآن أصبحت الفترات الزمنية التي تفصل بين فصلي الجليد وذوبانه أطول، الأمر الذي يجعل بناء بيوت الإسكيمو صعبا ويقلل من اعتماد هذه القبائل على الطبيعة وسليقتها في التجول بين كتل هذه المناطق الجليدية.
في غضون ذلك كشفت دراسات منظمة البيئة العالمية عن أن درجة الحرارة في المحيط المتجمد الشمالي انخفضت خمس درجات خلال القرن الماضي، الأمر الذي يكفي لذوبان مناطق تبلغ مساحتها قرابة نصف مليون متر مربع، أي ربع جليد القطب الشمالي.
درجات الحرارة في ارتفاع مطرد Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: إحدى سفن البحوث الجيولوجية في منطقة المحيط المتجمد الشمالي ومن أجل البحث عن مسببات هذه الظاهرة والتفكير في آليات للتصدي لها عقد الاتحاد الأوروبي مؤخرا في فيينا مؤتمرا شارك فيه أكثر من 8000 خبير جيولوجي. وتوصل المؤتمر إلى النتيجة التالية: تشهد الكرة الأرضية ارتفاعاً لدرجات حرارة الأرض بشكل أكبر مما كان متوقعاً. في هذا الخصوص قال البروفسور بيتر بروكوش مدير فرع منظمة البيئة العالمية في ألمانيا إن درجات الحرارة ترتفع في المحيط المتجمد الشمالي أكثر بمرتين أو ثلاث مرات مقارنة مع المناطق الأخرى.
هل سيختفي جليد المناطق القطبية ؟ Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: إحدى مظاهر ذوبان الجليد في القطب الشمالي تبين الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية أن الطبقة الثلجية التي تغطي سطح البحر تتقلص كل عام بنسبة 4 بالمائة. علاوة على ذلك تتوقع منظمة البيئة العالمية ارتفاع درجات حرارة الأرض في السنوات المائة المقبلة من 4 إلى 7 درجات. ووفقا لهذه الأرقام يتوقع ذوبان جليد المحيط المتجمد الشمالي نهاية القرن الحالي. هذا ما بينته توقعات البروفسور بيتر فادهانس من جامعة كامبريدج. من جانبه يرى البرفسور هاينس ميللر من معهد ألفريد فيغنر لبحوث البيئة إن هذه التوقعات فيها بعض المجازفة. ويقول الخبير "نراقب في الوقت الحاضر تراجعا لدرجات الحرارة في بعض المناطق فقط. أما بخصوص سُمك الطبقة الجليدية، فإننا لا نستطيع تقديم إجابات واضحة على هذا السؤال."
عواقــب أخــرى Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: فرييق من الخبراء في القطب الشمالي تتكون مساحة جزيرة غرينلاند بنسبة 85 بالمائة من الجليد. وإذا ذابت الكتل الجليدية في هذه المنطقة، فإن منسوب المياه سيرتفع في جميع أنحاء العالم بنسبة 7 بالمائة. وتشير البحوث البيئية إلى أن ارتفاع منسوب المياه يهدد حياة 17 مليون نسمة. ويدور الحديث قبل كل شيء عن بلدان مثل بنغلاديش والهند وولايتي فلوريدا ولويزيانا الأمريكيتين، حيث أن هذه المناطق تقع على ارتفاع متر واحد فقط فوق سطح البحر. كما تتوقع البحوث اندثار أكثر من 22 ألف من دببة المناطق الجليدية، لأن حياة هذه الحيوانات الطبيعية ستكون مهددة إذا ذابت الكتل الجليدية التي تستخدمها كمكان آمن لها.
البحث عن المذنبين Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: البحث عن مسببات ذوبان الجليد في حين يطالب البروفسور بروكوش الدول الصناعية بتقليص انبعاث الغازات السامة من مصانعها، يقول البروفسور ميللر إن البحث عن مسببات هذه الظاهرة أمر صعب. ويرى الأخير أن الكرة الأرضية تعيش مرحلة ارتفاع طبيعية لدرجات الحرارة، قائلا إن 40 إلى 50 بالمائة من عواقب هذا التحول الذي تشهده الكرة الأرضية راجعة لتأثير الإنسان. ومن اللافت للنظر أنه رغم نجاح العلماء في معرفة أسباب هذه الظاهرة، فإن الإنسان لن ينجح بسرعة في إنقاذ الكتل الجليدية من الذوبان.