المناعة
مقدمة
المناعة أو الإستجابة المناعتية هي تصدي و إقصاء الجهاز المناعتي للعناصر الأجنبية (ماهو غير ذاتي) التي تغزو الجسم . تعتبر المتعضيات المجهرية من أهم العناصرالأجنبية التي تثير الإستجابات المناعتية .لكن عناضر أخرى قد تثير الإستجابات المناعتية مثل تحاقن الدم إذا لم تحترم الفصائل الدموية ، والأعضاء المزروعة و الخلايا السرطانية .
فماهي أصناف و خضائص المتعضيات المجهرية ؟ وكيف تؤثر على الجسم ؟ و كيف يتصدى الجهاز المناعتي لما هو غير ذاتي ؟ وماهي أنواع و خصائص مختلف الإستجابات المناعتية ؟ وما هي المشاكل المناعتية أثناء تحاقن الدم وزرع الأعضاء ؟ و ماهو سبب داء فقدان المناعة المكتسب ؟
I- لنكتشف أصناف و بعض خصائص المتعضيات المجهرية .
1- لنكتشف المتعضيات المجهرية في أوساط مختلفة .
* في الهواء .
هل سبق لك ان لاحظت أغذية معفنة بهذا الشكل وتساءلت عن سبب ظهور العفن فوق الأغذية لنحلل هذه التجربة .
نضع في علبة بيتري وسطا مقيتا صلبا و معقما (وسط زرع) ثم نعرضه للهواء ، بعد ذلك ندخل وسط الزرع في محم حرارته 37 درجة ، بعد مرور 48 ساعة تظهر فوق وسط الزرع بقع ذات ألوان و أشكال مختلفة إنها مستعمرات جرثومية ، عندما نلاحظ مستعمرة بالمجهر نكتشف انها تتكون من ملايين من الجراثيم من نفس النوع .
مستعمرات جرثومية فوق و سط الزرع
فما هو مصدر هذه الجراثيم ؟
قبل أبحاث باستور كان الإعتقاد السائد ان الجزيئات و الذرات في وسط الزرع تنتظم و تتجمع لتشكل المتعضيات المجهرية إنها نظرة النشأة الذاتية . لكن باستور برهن بواسطة تجارب و أدلة دامغة ان الهواء يحتوي على أبواغ و بيوض و نبوت المتعضيات المجهرية ، عندما تسقط هذه البيوض في وسط ملايم تتكاثر لتشكل مستعمرات بكتيرية مثل تلك البقع التي تظهر فوق الخبز أو الخضر المهملة .
نستنتج من هذا أن الهواء يحتوي على عدة انواع من المتعضيات المجهرية على شكل أبواغ أو بيوض
* في الماء
عندما نلاحظ بالامجهر قطرة ماء بركة أو مستنقع او نقيعا محضرا في المختبر نكتشف كائنات مجهرية متحركة متحركة على شكل قطيرات ماء ، إنها البرامسيوم ، وهي كائن وحيد الخلايا ذو نواة .
كائنات وديدة الخلية ملاحظة بالمجهر : البرامسيوم
2- ماهي أصناف وخ صائص المتعضيات المجهرية ؟
بكتيريات عصيات الحليب
فطر البينيسليوم ملاحظ بالمجهر
حمة الزكام ملاحظة بالمجهر الإلكتروني
أصناف المتعضيات المجهرية | أمثلة | خصائصها |
الحيوانات الأولية | الأميبة
البرامسيوم
بلاسموديوم | كائنات وحيدة الخلية ذات نواة واضحة بعضها ممرضة وطفيلية و أخرى نافعة طبيعيا أوبعد تعديلها و راثيا . |
البكتيريات | عصات الكزاز
عصيات الحليب
المكورات الرئوية | كائنات وحيدة الخلية بدون نواة محددة بعضها نافعة طبيعيا أو بعد تعديلها وراثيا و بعضها ممرضة |
الفطريات المجهرية | فطر البنيسليوم
عفن الخبز خميرة الخبز | كائنات ذات خلايا نباتية على شكل الياف أو براعم مجهرية ، بعضها نافعة و أخرى ممرضة |
الحمات | حمة الزكام حمة السيدا
حمة شلل الأطفال | كائنات غير خلوية لا تبدي حياة إلا عندما تتسرب داخل الخلايا حيث تتكاثر وهي من أصغر المتعضيات المجهرية و هي ممرضة و طفيلية إلزامية . |
II – كيف تؤثر الجراثم على الجسم ؟
1- التكاثر السريع
عندما تجد الظروف الملائمة يتضاعف عدد البكتيريا على رأس كل 20 دقيقة بحيث ينحدر من بكتيرية واحدة في 24 ساعة .
- عددالإنقسامات في ظرف24 ساعة هو 1440/20=72
- عدد البكتيريات في ظرف 24 ساعة هو 2 أس 72 = عدد فلكي .
عندما تتسرب الجراثيم الى االجسم (لوسط الداخلى ) تجد الظروف الملائمة حيث تتكاثر و تغزو مختلف الانسجة مما يؤدي الى حدوث خمج جرثمومي .
بكتيرية في حالة إنقسام
2- إفراز السمين
بعض الجراثيم مثل عصيات الكزاز التي توجد في التربة على شكل أبواغ و هي جراثيم لا هوائية تتسرب الى جسم الإنسان عبر جرح بواسطة ا{اة ملوثة بهذه الأبواغ . بما أن هذه الجراثيم لا هوائية لا تنتشر في الدم المحمل بثنائي الأوكسيجن ، لكنها تتكاثر في أعماق الجرح و تفرز مادة سامة تسمى السمين الكزازي الذي ينقل في الدم ليؤثر على الجهاز العضبي والعضلي و يؤدي الى حدوث أعراض تتجلى في تصلب العضلات و الموت إختناقا و بالسكتة القلبية .
أعراض الإصابة بالكزاز
توجد جراثيم أخرى تؤثر بواسطة إفراز السمين مثل عصيات الدفتيريا و عصيات البخص .
عصيات الكزاز ملاحظة بالمجهر
3- وجود العليبة
بعض الجراثثيم تتوفر على غلاف إظافي يحتوي على جزيئات سامة تؤثر على الجسم مثل المكورات الثنائية الرئوية .
4- تحطيم الخلايا
عندما تتسرب الحمات داخل الخلايا تتكاثر داخلها ثم تحطمها مثل حمة السيدا التي تحطم بعض الخلايا مناعتية .
الحمات أو الفبروسات تتكاثر داخل الخلايا و تسبب في تحطيمها
III – كيف يتصدى الجسم للعناصر الأجنبية ؟
1- الحواجز الشراحية و اإفرازات الكيميائية .
يعتبر الجلد و الأغشية المخاطية مثل غشاء المسالك التنفسية و المسالك الهضمية والتناسلية حواجز تمنع تسرب الجراثيم داخل الجسم . يتعزز دورها الميكانيكي بإفرازات تحتوي على مواد تقضي على الجراثيم تسمى حواجز كيميائية مثل : العرق (الملوحة) ، العصارة المعدية (الحموظة) ، الدموع ( أنزيمات) ، ..
2- الإلتهاب و البلعمة (الإستجابة المناعتية الطبيعية )
عندما يصاب أحد الحواجز الشراحية بجرح تتسرب الجراثيم الى الجسم فتتكاثر ، فتظهر في موقع الجرح أعراض تتمثل في إرتفاع حرارة موقع الجرح و الإحمرار و الإنتفاخ و التقيح إنها أعراض الإلتهاب .عندما نلاحظ قطرة من القيح نكتشف العديد من الكريات البيضاء المتعددة(البلعميات) النواة ملتصقة بالجراثة وحطام الجراثيم .
تسرب الجراثيم الى الأنسجة
إنسلال البلعميات و إنجذابها نحو موقع الخمج الجرثومي
فما هو دور البلعميات ؟
1 -تغادر البلعميات الشعيرات الدموية (الإنسلال)
2-تنجذب نحو موقع الخمج الجرثومي( الإنجذاب) ،
3 - ثم تلتصق بالجراثيم (التثبيت)
4 -ثم تبتلع الجرثومة ( الإبتلاع)
5-ثم تفرز البلعمية أنزيمات تهضم وتحطم البجرثومة ( الهضم)
6- ثم تطرح الحطام.
تعرف هذه الظاهرة بالبلعمة ، وهي إستجابة مناعتية طبيعية فورية و غير نوعية .
3- إنتاج مضادات الأجسام ( الإستجابة المناعتية الخلطية) .
عندما تعجز البلعميات عن إقصاء العناصر الأجنبية ، يتم تحسيس كريات بيضاء أخرى تسمى الكريات اللمفاوية B التي تتكاثر في العقد اللمفاوية ثم تنتج جزيئات بروتينية تسمى مضادات الأجسام في مصل الدم ، إنها إستجابة ذات مسلك خلطي ( إستجابة مناعتية خلطية ) .
العناصر الأجنبية التي تسبب إنتاج مضادات الأجسام قصد القضاء عليها تسمى مولدات المضاد مثل سمين الكزاز .
الإستجابة المناعتية الخلطية مكتسبة ونوعية و ذات ذاكرة تسمى الذاكرة المناعتية التي تطبق في الميدان الطبي بالتلقيح للوقاية من الامراض الجرثومية . لعلاج بعض الإصابات الجرثومية يتم حقن مصل يحتوي على مضادات أجسام جاهزم مأخوذ من حيوان ممنع ضد نفس الجراثيم ، هذه العملية تسمى الإستمصال .
مضاد أجسام جزيئة بروتينية على شكل حرفY تثبت مولد المضاد
الكريات اللمفاوية ب تنتج مضادات الأجسام
4- إنتاج اللمفاويات T السامة أو القاتلة( إستخابة مناعتية خلوية) .
في بعض الإصابات الجرثومية مثل عصيات كوخ BK يتم تحسيس نوع خاص من الكريات اللمفاوي تسمىT التي تتكاثر تم تحطم الخلايا المعفنة دون إنتاج مضادات الأجسام ، هذه الإستجابة تسمى إستجابة مناعتية خلوية أو السمية الخلوية أ وهي إستجابة مناعتية مكتسبة ، توعية و تتوفر على ذاكرة مناعتية .
IV – ماهو مصدر الخلايا المناعتية ؟
البلعميات و مختلف الكريات اللمفاوية B و T التي تتصدى وتقصي العناضر الأجنبية تسمى خلايا مناعتية ، فأين تنتج هذه الخلايا وما هي أعضاء الجهاز المناعتي عند الإنسان؟
1- أعضاء الجهاز المناعتي عند الأنسان = الأعضاء اللمفاوية .
* إثر تسرب عناصر أجنبية الى الجسم يرتفع عدد الكريات اللمفاوية في الطحال . كما تنتفخ العقد اللمفاوية المجاورة لمكان الجرح .
* إثر تعريض فئران الى التشعيع يؤدي الى :
-القضاء على الكريات اللمفاويةفي مستوى الطحال و العقد اللمفاوية و الغدة السعترية .
-توقف الإنقسامات الخلوية في مستوى النخاع العضمي
*يؤدي زرع النخاع العضمي لفأر مشع الى ظهور الكريات اللمفاوية من جديد في الغدة السعترية و الطحال و العقد اللمفاوية و اللمف والدم. من هذه المعطيات نستنتج أن :
-النخاع العظمي ينتج الكريات اللمفاوية وباقي الكريات الدموية .
-في الغدة السعترية تستكمل الكريات اللمفاوية T نموها ونضجها و تحصل على خاصياتها المناعتية
-في الطحال و العقد اللمفاوية تتجمع الكريات اللمفاوية B-T . مجموع هذه الأعضاء تشكل الجهاز المناعتي او الأعضاء اللمفاوية .
أعضاء الجهز المناعتي (الأعضاءاللمفاوية)
2- تعاون الخلايا المناعتية أثناء الإستجابة المناعتية .
عندما تعجز البلعميات عن إقصاء العنصر الأجنبي ،تقوم البلعميات الكبيرة بتنشيط نوع خاص من الكريات اللمفاوية تسمى اللمفاويات T4 التي تنشط بدورها الكريات اللمفاوية B و التي تتكاثر ثم تنتج مضادا ت الأجسام .و تتكون كريات لمفاوية B ذاكرة . أو تنشط اللمفاويات T القاتلة و الذاكرة.
V – طرق تدعيم الإستجابات المناعتية .
1- الإنقاء .
الإتقاء هو منع تسرب الجراثيم الى الأنسجة أثناء العمليات الجراحية ، وذلك بتعقيم هواء غرفة العمليات الجراحية و إغلاق منافذها وتعقيم الأدوات الجراحية و ملابس الجراحين