يمكن تعريف حقوق الإنسان بأنها المعايير الأساسية التي لا يمكن للناس،
من دونها، أن يعيشوا بكرامة كبشر. إن حقوق الإنسان هي أساس الحرية والعدالة
والسلام، وإن من شأن احترام حقوق الإنسان أن يتيح إمكان تنمية الفرد
والمجتمع تنمية كاملة.
وتمتد جذور تنمية حقوق الإنسان في الصراع من أجل الحرية والمساواة في كل
مكان من العالم. ويوجد الأساس الذي تقوم عليه حقوق الإنسان، مثل احترام
حياة الإنسان وكرامته، في أغلبية الديانات والفلسفات.
وترد حقوق الإنسان في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وتحدد بعض الصكوك
الدولية، كالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي
الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ما ينبغي على الحكومات أن
تفعله، وألا تفعله، لاحترام حقوق مواطنيها.
خصائص حقوق الإنسان
حقوق الإنسان لا تُشترى ولا تُكتسب ولا تورث، فهي ببساطة ملك الناس
لأنهم بشر .. فحقوق الإنسان “متأصلة” في كل فرد.
حقوق الإنسان واحدة لجميع البشر بغض النظر عن العنصر أو الجنس أو الدين أو
الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي. وقد وُلدنا
جميعاً أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق .. فحقوق الإنسان “عالمية”.
حقوق الإنسان لا يمكن انتزاعها؛ فليس من حق أحد أن يحرم شخصاً آخر من حقوق
الإنسان حتى لو لم تعترف بها قوانين بلده، أو عندما تنتهكها تلك القوانين
.. فحقوق الإنسان ثابتة “وغير قابلة للتصرف”.
كي يعيش جميع الناس بكرامة، فإنه يحق لهم أن يتمتعوا بالحرية والأمن،
وبمستويات معيشة لائقة .. فحقوق الإنسان “غير قابلة للتجزؤ”.
فئات الحقوق
يمكن تصنيف الحقوق إلى ثلاث فئات:
الحقوق المدنية والسياسية (وتسمى أيضاً “الجيل الأول من الحقوق”)، وهي
مرتبطة بالحريات، وتشمل الحقوق التالية: الحق في الحياة والحرية والأمن؛
وعدم التعرض للتعذيب والتحرر من العبودية؛ المشاركة السياسية وحرية الرأي
والتعبير والتفكير والضمير والدين؛ وحرية الاشتراك في الجمعيات والتجمع.
الحقوق الاقتصادية والاجتماعية (وتسمى أيضاً “الجيل الثاني من الحقوق”)،
وهي مرتبطة بالأمن وتشمل: العمل والتعليم والمستوى اللائق للمعيشة؛ والمأكل
والمأوى والرعاية الصحية.
الحقوق البيئية والثقافية والتنموية (وتسمى أيضاً “الجيل الثالث من
الحقوق”)، وتشمل حق العيش في بيئة نظيفة ومصونة من التدمير؛ والحق في
التنمية الثقافية والسياسية والاقتصادية.
وعندما نقول إن لكل شخص حقوقاً إنسانية، فإننا نقول، كذلك، إن على كل شخص
مسؤوليات نحو احترام الحقوق الإنسانية للآخرين.
الإعلان العالمي لحقوق
الإنسان
الإعلان العالمي
لحقوق الإنسان هو بيان حقوق الإنسان المقبول على أوسع نطاق في العالم.
والرسالة الأساسية لذلك الإعلان هي أن لكل إنسان قيمة متأصلة. وقد اعتمدته
الأمم المتحدة بالإجماع، في 10 ديسمبر/ كانون الأول 1948 (على الرغم من
امتناع ثماني دول عن التصويت). ويحدد الإعلان الحقوق الأساسية لكل شخص في
العالم بغضِّ النظر عن عنصره أو لونه أو جنسه أو دينه أو رأيه السياسي، أو
أي رأي آخر، أو أصله الوطني أو الاجتماعي، أو ثروته أو مولده، أو أي وضع
آخر. وينص الإعلان على أن تتعهد الحكومات بتأييد حقوق معينة، ليس فقط
بالنسبة لمواطنيها، بل أيضاً بالنسبة لأشخاص في بلدان أخرى. وبعبارة أخرى،
فإن الحدود الوطنية لا تمثِّل عائقاً أمام مساعدة الآخرين على التمتع
بحقوقهم. ومنذ العام 1948، أصبح الإعلان العالمي هو المعيار الدولي لحقوق
الإنسان. وفي العام 1993، عُقد مؤتمر عالمي ضم 171 دولة تمثل 99% من سكان
العالم، وأكد المؤتمر التزامه من جديد بإحقاق حقوق الإنسان.
الوضع القانوني
على الرغم من أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو الذي أوحى بالجزء
الأكبر من القانون الدولي لحقوق الإنسان، فإنه لا يمثل في حد ذاته وثيقة
لها قوة القانون. غير أن لهذا الإعلان، بصفته إعلان مبادئ عامة، قوة كبيرة
في أوساط الرأي العام العالمي. وقد تُرجمت مبادئ الإعلان إلى مبادئ لها قوة
قانونية في صيغة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد
الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وقد التزمت
الحكومات التي صادقت على هذين العهدين بأن تسنَّ في بلدانها قوانين لحماية
تلك الحقوق. غير أن ما يزيد على نصف بلدان العالم لم تصادق على العهد
الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية أو على العهد الدولي الخاص
بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وهناك، أيضاً، صكوك إقليمية لحقوق الإنسان، وهي صكوك أوصى بها الإعلان
العالمي لحقوق الإنسان، منها الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب،
والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، والاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان،
وهناك الكثير من المدونات القانونية الوطنية التي تكفل حقوق الإنسان.
المصدر: منظمة
العفو الدولية