JOSEF BOUHADDAOUI عضو متألق
عدد المساهمات : 229 نقاط : 618 تاريخ التسجيل : 08/04/2010
| موضوع: قدح لبن روى فئاماً من الناس بركته صلى الله عليه وسلم 2010-04-25, 13:00 | |
| قدح لبن روى فئاماً من الناس بركته صلى الله عليه وسلم روى البخارى رحمه الله تعالى فى صحيحه عن أبى هريرة رضى الله عنه القصة التالية :
قال : والله إن كنت لأعتمد بكبدى على الأرض من الجوع , وإن كنت لأشد الحجر على بطنى من الجوع , ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذى يخرجون منه , فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته إلا ليستتبعنى فلم يفعل , فلم يفعل , فمر عمر رضى الله عنه فسألته عن آية من كتاب الله تعالى ما سألته إلا ليستتبعنى . فلم يفعل , فمر أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - فعرف ما فى وجهى , وما فى نفسى فقال :"أبا هريرة" قلت له : لبيك يا رسول الله فقال : "الحق" واستأذنت فأذن لى , فوجدت لبناً فى قدح , قال : "من أين لكم هذا اللبن ؟" فقالوا : أهداه لنا فلان أو آل فلان قال : "أبا هرٍّ" , قلت : لبيك يا رسول الله , قال : "انطلق إلى أهل الصُّفَّةِ فادعهم لى" قال _ أى أبو هريرة : وأهل الصفا أضياف الإسلام لم يأووا إلى أهل ولا مال ؛ إذا جاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هديةٌ أصاب منها وبعث إليهم منها , وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم , ولم يصب منها . قال أبو هريرة : وأحزننى ذلك ؛ وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومى وليلتى , وقلت : أنا الرسول !! فإذا جاء القوم كنت أنا الذى أعطيهم , وقلت : ما يبقى لى من هذا اللبن ؟ ولم يكن من طاعة الله ورسوله بدٌّ فانطلقت فدعوتهم فأقبلوا واستأذنوا فأذن لهم فأخذوا مجالسهم من البيت ثم قال :"يا أبا هريرة خذ فأعطهم " فأخذت القدح , فجعلت أعطيهم فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى , ثم يرد القدح حتى أتيت على آخرهم ودفعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ القدح فوضعه فى يده وبقى فيه فضلة , ثم رفع رأسه ونظر إلى وابتسم , وقال : "أبا هريرة" فقلت لبيك يا رسول الله , قال : "بقيت أنا وأنت" فقلت : صدقت يا رسول الله . قال : "فاقعد فاشرب" قال : فقعدت فشربت , ثم قال لى : "اشرب" فشربت فما زال يقول لى : اشرب , فاشرب حتى قلت : لا , والذى بعثك بالحق ما أجد له فى مسلكاً , قال : "ناولنى القدح" فرددته إليه فشرب من الفضلة .
وهكذا تتجلى هذه المعجزة وهى آية النبوة المحمدية ؛ إذ قدح لبن لا يروى ولا يشبع جماعة من الناس كلهم جياع بحال من الأحوال , فكيف أرواهم وأشبعهم ؟ إنها المعجزة النبوية ! وآية أخرى للكمال المحمدى أن يكون - صلى الله عليه وسلم - هو آخر من يشرب من ذلك القدح الذى شرب منه جماعة من الناس .
وهنا يقال : ما بال الذين يتقززون من شرب السؤر ويرفضونه فى كبرياء وخوف أيضاً أن يصابوا بمرض من ذلك ؟ أين هم من ذلك الكمال المحمدى ؟ إنهم بعيدون كل البعد , ذاهبون فى أودية الأوهام حيث لا يسمعون ولا يبصرون .
| |
|