JOSEF BOUHADDAOUI عضو متألق
عدد المساهمات : 229 نقاط : 618 تاريخ التسجيل : 08/04/2010
| موضوع: مؤامرة لاغتيال النبى صلى الله عليه وسلم 2010-04-25, 13:08 | |
| مؤامرة لاغتيال النبى صلى الله عليه وسلم
كان من أثر هزيمة المشركين فى وقعة بدر أن اشتاطوا غضباً , وجعلت مكة تغلى كالمرجل ضد النبى - صلى الله عليه وسلم - , حتى تآمر بطلان من أبطالها أن يقضوا على مبدأ هذا الخلاف والشقاق , ومثار هذا الذل والهوان فى زعمهم , وهو النبى - صلى الله عليه وسلم - .
جلس عمير بن وهب الجمحى مع صفوان بن أمية فى الحجر بعد وقعة بدر بيسير وكان عمير من شياطين قريش , ممن كان يؤذى النبى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وهم بمكة وكان ابنه وهب بن عمير فى أسارى بدر , فذكر أصحاب القليب ومصابهم , فقال صفوان : والله ما فى العيش بعدهم خير .
قال له عمير : صدقت والله , أما والله لولا دين علىّ ليس عندى قضاء , وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدى , لركبت إلى محمد حتى أقتله , فإن لى قبلهم علة , ابنى أسير فى أيديهم .
فاغتنمها صفوان وقال : علىّ دينك , أنا أقضيه عنك , وعيالك مع عيالى أواسيهم ما بقوا , لا يسعنى شئ ويعجز عنهم .
فقال له عمير : فاكتم عنى شأنى وشأنك . قال : أفعل .
ثم أمر عمير بسيفه فشحذ له وسم , ثم انطلق حتى قدم به المدينة , فبينما هو على باب المسجد ينيخ راحلته رآه عمر بن الخطاب _ وهو فى نفر من المسلمين يتحدثون ما لأكرمهم الله به يوم بدر _ فقال عمر : هذا الكلب عدو الله عمير ما جاء إلا لشر . ثم دخل على النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا نبى الله هذا عدو الله عمير قد جاء متوحشاً سيفه , قال : فأدخله على فأقبل عمير فلببه بحمالة سيفه وقال لرجال من أنصار : ادخلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث , فإنه غير مأمون , ثم دخل به فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمر أخذ بحمالة سيفه فى عنقه قال : أرسله يا عمر , ادن يا عمير , فدنا وقال : أنعموا صباحاً , فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - : قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير , بالسلام , تحية أهل الجنة .
ثم قال : ما جاء بك يا عمير ؟ قال : جئت لهذا الأسير الذى فى أيديكم فأحسنوا فيه .
قال : فما بال السيف فى عنقك ؟ قال : قبحها الله من سيوف , وهل أغنت عنا شيئاً ؟
قال : اصدقنى ما الذى جئت له ؟ قال : ما جئت إلا لذلك .
قال : بل قعدت أنت وصفوان بن أمية فى الحجر , فذكرتما أصحاب القليب من قريش ثم قلت : لولا دين على وعيال عندى لخرجت حتى أقتل محمداً , فتحمل صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلنى والله حائل بينك وبين ذلك .
قال عمير : أشهد أنك رسول الله , قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء , وما ينزل عليك من الوحى , وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان , فو الله إنى لأعلم ما أتاك به إلا الله , فالحمد لله الذى هدانى للإسلام , وساقنى هذا المساق , ثم تشهد شهادة الحق , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فقهوا أخاكم فى دينه , وأقرئوه القرآن , وأطلقوا له أسيره .
وأما صفوان فكان يقول : أبشروا بوقعة تأتيكم الآن فى أيام تنسيكم وقعة بدر . وكان يسأل الركبان عن عمير , حتى أخبره راكب عن إسلامه , فحلفه صفوان ألا يكلمه أبداً , ولا ينفعه بنفع أبداً .
ورجع عمير إلى مكة أقام بها يدعو إلى الإسلام فأسلم على يديه ناس كثير .
| |
|