ilyass عضو متألق
عدد المساهمات : 261 نقاط : 510 تاريخ التسجيل : 18/04/2010
| موضوع: السياحة البيئية يشعّ بريقها فى كوستاريكا 2010-05-01, 06:03 | |
| أصبحت كوستاريكا تحتل مكانة بارزة على المستوى العالمى فى مجال السياحة البيئية، فهى دولة تشجع الحفاظ على الطبيعة بدلا من استغلال الموارد الطبيعية حتى النخاع، كما أنها تروج لرحلات مشاهدة الحيوانات بدلا من الجلوس وتناول الشراب بإفراط على جوانب أحواض السباحة فى الفنادق.
وتعد هذه الدولة الواقعة فى أمريكا الوسطى نموذجا رائدا يحتذى به فى هذا المجال، وتجذب كنوزها الطبيعية الكثيرة مزيدا من السياح كل عام، ومن بين هذه الكنوز البحيرات الطبيعية والبراكين الخامدة وتلك التى ينبعث منها الدخان والشواطئ الواقعة على المحيط الهادى وعلى الكاريبى والغابات المطيرة والقردة الأمريكية التى تعوى وطيور الطوقان الأمريكية ذات المناقير الضخمة وحيوان الكسلان الذى يقضى وقته معلقا على غصون الشجر.
وحتى المخلوقات الصغيرة تعد نجوما كبيرة فى كوستاريكا، وعلى سبيل المثال يمكن رصد الضفدعة الحمراء السامة كامنة بين الشجيرات المطلة على نهر سارابكوي، وترفع الضفدعة أنظارها لترى كاميراتين مصوبتين تجاهها، وينفخ هذا المخلوق الصغير الذى لا يتجاوز حجمه إصبع الإبهام رقبته بشموخ.
ويستجيب سائحان ألمانيان مع بقية المجموعة الصغيرة من الزوار لنصيحة السيدة كارلا باركيرو المرشدة السياحية، فيحتفظون بهدوئهم ويلتقطون الصور الفوتوغرافية بدون استخدام الضوء المبهر، ويبدو أن الضفدعة البرمائية ذات الألوان اللامعة والتى من سماتها الخجل قد قدرت هذا السلوك ولم تفر من المكان.
وكانت باركيرو وهى خبيرة فى علم الأحياء وتبلغ من العمر 28 عاما قد حصلت على دراسات جامعية فى مدينة أولم الألمانية، وهى تقوم حاليا بتنظيم رحلات ليلية لمشاهدة الخفافيش ، وتوقفت باركيرو على جسر معلق يمر فوق النهر وأشارت إلى أسفل، وهناك وسط الغابة المطيرة والنباتات البرية والجذور المعلقة فى الهواء ونباتات السرخس يبدو حيوان الكسلان معلقا على فرع شجرة عملاقة مغطاة بالطحالب.
وكانت مخالب الحيوان تتشبث بغصن الشجرة بقوة بينما كانت عيناه مغلقتين، ولكى يثبت إنه اسم على مسمى فلم يدع الكسلان هؤلاء الدخلاء يفسدون عليه غفوته، ويشعر السياح بالإعجاب من هذا المنظر. وصاح زائر من روما يعمل مدرسا إن هذا المنظر أفضل من حديقة الحيوان.
وخلال رحلة نهرية بالزورق تستغرق ساعتين تبدأ من بلدة بيرتو فيجو دى سارابيكى يمكن مشاهدة العديد من الحيوانات كل دقيقة، وتقفز القرود التى تعوى من غصن لآخر فى محاولات للدفاع عن حدود المناطق التى تعيش فيها، ويطل رأس تمساح أمريكى استوائى من المياه بينما يستعرض زوج من طيور الطوقان منقاريه الملونين بالأصفر والأخضر على قمم الأشجار المكسوة بالخضرة.
ويشعر خوان أريتا قبطان الزورق بأن الركاب راضون عن مسار الرحلة، ولكنه يعرب عن شكوى بسيطة ويقول إنه يضطر فى الوقت الحالى إلى أن يبدأ الرحلة النهرية فى وقت مبكر فى السابعة أو الثامنة صباحا حتى يتمكن الركاب من رؤية الكثير من الحيوانات، فقد كانت ضفتا النهر بدائية منذ خمسة عشر عاما قبل بناء العديد من المنازل والأكواخ.
ويؤكد السكان أنه كان يمكن فى السابق رؤية طيور الطوقان بأعداد كبيرة، غير أن أعدادا من هذه الطيور البديعة ابتعدت من هذا القطاع من النهر إلى أماكن أكثر هدوءا حيث وجدت مساحات أخرى واسعة، فنحو ثلاثين بالمئة من الساحل الخصيب وهو الترجمة الإنجليزية للاسم الأسبانى كوستاريكا محمية بمقتضى القانون.
وتقول جيوفانا هولبروك التى شاركت فى تأسيس مركز سارابيكى لتعليم الحفاظ على البيئة وهو لا يهدف إلى الربح إن الإقبال على السياحة البيئية يتزايد ، والناس يتعلمون احترام البيئة والحفاظ عليها. | |
|