nacim.zoro عضو نشيط
عدد المساهمات : 49 نقاط : 138 تاريخ التسجيل : 09/05/2010
| موضوع: السياحة بالمغرب 2010-05-19, 05:19 | |
| السياحة في المغرب.. مكانة متقدمة ومستقبل واعد
يحتل المغرب مكانة متقدمة على خريطة السياحة العالمية، ويراهن في أفق العام 2010م على استقطاب عشرة ملايين سائح. وقليلة هي البلدان التي تحظى بمثل ما يحظى به المغرب من تنوع في المناخ الرائع الذي يمنح السائح فرص الاستجمام والمتعة والسياحة في أكثر من فضاء.
والمعروف أنه يقع على واجهتين بحريتين من حوض البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وشواطئه الجميلة الممتدة على طول 3500 كم توفر للزائر إمكانية ممارسة هواياته في السباحة والنزهة وصيد الأسماك.
وجبال أطلس المغربية التي يصل ارتفاع بعض قممها أكثر من 3000 متر تهيئ للسائح أيضا رؤية غابات الصنوبر والبلوط والأرز والمحطات الجبلية العليا المكسوة بالثلوج ناصعة البياض.
إضافة إلى هذا التنوع الفريد تتوافر الحمامات المعدنية العلاجية المشهورة في المغرب منذ زمن بعيد ويتربع على قمة هذه الثروة السياحية توافر الآثار في المدن العتيقة.
وهذا دليل إضافي على أصالة الحضارة المغربية، فمن خلال مناراتها وأسوارها ومساجدها وقصورها ستقف على أروع صفحات التاريخ المغربي الإسلامي كمدينة فاس التي تحتضن أول جامعة في العالم وهي جامعة القرويين، وكذلك مدينة الرباط العاصمة الإدارية للمغرب والمشهورة بمعالمها التاريخية المتنوعة منذ عهود غابرة تعكس أمجاد الحضارات الرومانية والفينيقية والإسلامية.
والمغرب عالم واسع يمتزج فيه الواقع بالأساطير، وتعيش على مشارف مدائنه وبين جدرانها العصرية عادات وتقاليد لها نكهات مميزة أكثر تميزا من رائحة الشاي المغربي المعطر بالنعناع الذي يعبق في أرجاء المملكة.
أول شيء نبدأ مع العاصمة الرباط
ثاني أكبر مدينة في المغرب بعد الدار البيضاء، تقع على ساحل المحيط الأطلسي في سهل منبسط فسيح، وعند مصب نهر بورقراق الذي يفصل المدينة عن سلا المدينة القديمة حتى إنهما أصبحتا تشكلان مدينة واحدة.وقد شيدت إحدى القبائل البربرية المسلمة حصنا أطلقت عليه اسم الرباط ومن هنا حملت العاصمة الإدارية والسياسية للمغرب اسم الرباط منذ العام 1912.
والرباط مقر إقامة الملك ومركز السفارات والنشاط الدبلوماسي، وتمتاز بشوارعها الفسيحة وأشجارها الوارفة الظلال ومساحتها الخضراء وهوائها النقي وطقسها المعتدل وضواحيها ذات المناظر الخلابة.
وهي في الوقت نفسه مدينة عصرية بمنشآتها الحديثة وبها عدد من الجامعات والمعاهد العلمية والتقنية، وللرباط مدينتها القديمة يفضي إليها الزائر عبر شارع الحسن الثاني ثم سور الأندلس فالسوق المغطى قبل أن يدخل مباشرة إلى السوق العتيق المسمى (السويقة)، ومن هناك ينطلق الزائر بين مئات المتاجر حتى يصل الى (سوق السباط) الذي يزدحم بشتى أنواع وأشكال المنتوجات الجلدية ومنه يصل إلى "قصبة الوداية" المشهورة المطلة على المحيط الأطلسي، وفي الطريق يقف المرء على أقدم مسجد في الرباط يرجع تاريخ بنائه إلى العام 1150م وكذا معمل لصنع الزرابي الرباطية الشهيرة.
وبإمكان المرء الوقوف فوق برج القراصنة لرؤية الأمواج المتكسرة على الصخور ومشاهدة معالم مدينة سلا في الجهة الأخرى من نهر أبي رقراق. وقبل مغادرة المدينة لا بد من زيارة حدائقها الجميلة التي رتبت على شاكلة حدائق الأندلس، وبالإمكان زيارة متحف الفنون المغربية بما يحويه من كنوز وأنماط أثرية رائعة.
ويحبذ المرور بشارع محمد الخامس وهو أكبر وأجمل شارع في الرباط تتوسطه ساحة خضراء وصفوف من أشجار النخيل الباسقة وبه المتاجر العصرية والمقاهي الفخمة.
ومن الأماكن الجديرة بالزيارة في الرباط قصبة شالة وصومعة حسان، فضريح محمد الخامس الذي تجمع هندسته ونقوشه والتحف التي يشتمل عليها بين الأصالة والحداثة في مشهد واحد.
ومن روائع الصناعة المغربية تتميز الزربية الرباطية عن غيرها، وكذا الثياب والملابس المطرزة وأواني الخزف والمجوهرات والنقش على الخشب والمصنوعات الجلدية.
فاس]
الكبرياء والبساطة يمتزجان في مدينة فاس الأثرية القديمة، وحيثما تطلعت إليها تقع عيناك على مآذن المسجد الذي يمثل أقدم جامعة عربية إسلامية، ولرؤية فاس لا يمكن إلا أن تغوص فيها برحلة داخلية، فبصمات الحنين ماتزال مطبوعة هنا وهناك على هذه البوابة المزخرفة أو تلك السجادة الملونة أو تلك القبة الخضراء، وعندما تقوم بهذه المهمة الوجدانية ستبوح فاس لك بكل أسرارها التاريخية والإنسانية والجمالية.
إنها أول عاصمة للمغرب ومهد الاسلام، ويعود الفضل في تأسيسها إلى مولاي إدريس الثاني عام 808م. وبعد مرور السنوات أصبحت موطنا للأندلسيين الذين نزحوا من غرناطة إثر سقوطها.
وجامعة القرويين هي من أقدم الجامعات في العالم وقد استقطبت الكثير من أهل العلم والأدب على مر العصور، وقد أسستها إحدى فضليات النساء الثريات اللاتي جئن من مدينة القيروان عام 859م.
ولعبت فاس عبر العصور المتعاقبة دور المدينة المحورية في المغرب، ابن عربي شيخ المتصوفة الذي توفي في دمشق وابن خلدون الذي توفي في القاهرة وابن ماجة الذي توفي في مراكش، وعلماء وكتاب جاؤوا من كل مكان ليقيموا في فاس ويجعلوا منها رحلة كتابة.
فالاهتمام بفاس ليس جديدا بل يعود إلى الأيام الأولى لتأسيسها، ودورها التاريخي لم يتوقف قط على مر السنين، وحين اكتشفها الأوروبيون أصبحت فاس نقطة لانطلاق الإرساليات الأجنبية وكذلك نقطة جذبت الكتاب والفنانين الغربيين. تقع فاس في الوسط الشمالي للمملكة المغربية، وبذلك تربط شمال المغرب بشرقه وغربه وجنوبه، وفاس ذات موقع جغرافي متميز فشرقها يوجد نهر وادي فاس أو وادي الجواهر ويقسم فاس إلى قسمين، هما عدوة الأندلس وعدوة القرويين، وتمتد فاس بقديمها وجديدها على مسافة 180 كم وتحتضن أكثر من 2.5 مليون نسمة.
عندما ينزل السائح في أزقة فاس القديمة سوف يشعر وكأنه يسبح في أمواج من البشر، إنه التقاء بعالم آخر يغص بجمهور غفير وأصوات لا تنقطع، ومن بين مئات الحوانيت تنبثق الحركات الحية لأرباب الصناعة اليدوية والحديثة، فهذه روائح خشب الأرز أو الجلد توقظ الحواس وتعلن قرب الوصول إلى حي الدباغين ذي المنظر المدهش الزاهي الألوان، ولكن المشاهد الرائعة لا يمكن أن تنسيك طابعها العتيق الذي تستمده من تاريخها العريق كعاصمة لأول دولة مغربية وكعاصمة للعلم والثقافة.
ويمكن للسائح أن يزور المدارس العتيقة كالبوعنانية ذات الساعة الشمسية التي أنشئت عام 1357م، ومدرسة الصفارين التي ما زالت تشعر بحيويتها باعتبارها شاهدا حيا على روعة الهندسة المعمارية الأندلسية المغربية.
ويمكن للسائح أن يلقي نظرة على بائعي الشموع الزاهية الألوان التي تباع بالحوانيت المحيطة بضريح مولاي إدريس الأصغر، وكذلك على المصاحف المزخرفة بماء الذهب والمعروضة بمتحف البطحاء.
ويستطيع السائح بعد الانتهاء من جولته في فاس القديمة أن يزور فاس الجديدة، حيث يتجول عبر ساحة العلويين ويمتع نظره برؤية مدخل القصر الملكي، ومن هناك ينطلق إلى باب السمارين ذي الهيئة الشامخة والأقواس السامقة.
وفي نهاية الجولة يمكنك أن تقصد أحد المطاعم الراقية التي تشتهر بها فاس وتتعرف على أنواع الطعام، فبعد أن تغسل يديك بماء الورد ستتلذذ بطواجن الدواجن والبصطيلة (الحمام المهيأ برقائق هشة) والكسكسي واللحم المشوي ثم الشاي المنعنع المنعش.
وفي طريق عودتك إلى بلادك يمكنك أن تحمل في جعبتك بعض الهدايا من الأواني والجلابيب والحلويات بالعسل والكباب واللوز المحمص.
أصيلة
على بعد 40 كم جنوب طنجة يصل السائح إلى مدينة أصيلة التي ينحدر أصل تسميتها إلى كلمة أصيل العربية وهي تعلو فوق المدينة القرطاجنية العتيقة زيلي أو زيليس.
وشهرة أصيلة ذات شقين، أولهما جمالها الناطق بكل اللغات، وثانيهما تعلق أهلها بالأدب والشعر بنفس القدر الذي يتعلقون فيه بالصيد والتجارة.
لكن يظل عشق الأدب والشعر قاسما مشتركا بين كل من يسكنها أو يمر بها، إن الترادف بين اسم أصيلة وكلمة الثقافة بات أمرا معروفا منذ موسمها الثقافي الأول الذي أقيم عام 1978 حتى الآن، إذ بات وجهة يتجه إليها المبدعون والنقاد والمثقفون وأهل الفن وقادة الفكر في كل صنوف المعرفة.
على جدران المدينة رسمت لوحات لفنانين عالميين وعلقت في أزقتها أروع اللوحات على القماش. ومن القريقية يمكنك الاستمتاع بغروب الشمس حيث تلتقي أشعتها الحمراء في انسجام رائع مع مياه الأطلسي، وبالقرب من شاطئ أصيلة الجذاب تنظم اللقاءات لمناقشة قضايا الموسيقى وأصول الأنغام والإيقاعات ودور العرب في هذا الميدان، أي أن الثقافة لم تعد ترفا مع أصيلة إذ تحولت لتكون كالماء والهواء في متناول الجميع، وبقدر ما يسعد أهل أصيلة بالشعر والفن يسعدون باحتضان زوارهم من السياح العرب والأجانب وكل من يطرق باب مدينتهم العربية الأصيلة.
مراكش
مراكش هي عاصمة الجنوب المغربي وهي خالدة بمعالمها متوغلة في التاريخ، تنازع في شأنها عظماء الملوك وتعاقبت عليها السلالات الحاكمة، وشيد بها العلماء والصناع التقليديون والمهندسون المعماريون والرسامون النحاتون عبر العصور أفخم القصور والمساجد والحدائق والمدارس.
وهي المدينة التي أعارت اسمها للمغرب لفترة من فترات التاريخ، التقى بها الرحل وسكان الجبال، وتوفرت فيها كل السلع، وازدهرت بها الصناعة التقليدية، وشيدت بها فنادق فخمة ومطاعم وملاعب الغولف والكازينوهات.
تستيقظ مراكش على عادتها كل صباح منذ 800 سنة على الأذان من علو 70 مترا بصومعة الكتبية، المنارة الروحية لمراكش. وتشرق الشمس على مراكش في شرائح مختلفة من الناس تكتسح الأزقة الملتوية للمدينة العتيقة، ورجال يسرعون في اتجاه مسجد ابن يوسف الملتصق بالمدرسة، أحد أبرز المآثر التاريخية بمراكش، مدرسة قرآنية رحبة ورائعة أسسها السلطان المريني ابو الحسن (1331-1349).
[تقع مدينة مراكش عند سفوح جبال أطلس على بعد 30 كم منها حيث يبلغ ارتفاعها 450 مترا عن سطح البحر، كما تبعد 4 كم جنوب الضفة اليسرى لنهر تنسيفت، وبحكم موقعها الجغرافي تنوعت درجات حرارتها ما أسهم في وجود بيئات نباتية تتسم بالغزارة والتنوع.
ويعود فضل تأسيس المدينة إلى الملك الشهير يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين عام 1062. وكان يطلق على هذه المنطقة اسم مراكش، وهي كلمة بربرية تعني "مر بسرعة"، إذ كانت محطة يتوقف عندها اللصوص وقطاع الطرق للإغارة على القوافل.
وفي العام 1147 اقتحمت جيوش الموحدين بوابات مراكش، وعندئذ دخلت المدينة عصرا جديدا من العظمة والمهابة، وباتت حاضرة المغرب العربي الإسلامية دون منازع.
وقد خلف الموحدون كما هائلا من الآثار الخالدة، ولعل الأثر الأكبر والأعظم الذي يميز هذه الفترة جامع الكتبية بمنارته الشهيرة الذي يعد أجمل وأشهر أثر في المغرب العربي قاطبة.
المساجد القديمة كالقصبة مثلا تستقطب السياح والدارسين للمعالم الأثرية من جميع أنحاء العالم مثل قصور المدينة التي من أشهرها قصر البديع وقصر الباهية ودار السي سعيد، إضافة إلى البيوت القديمة المسماة بالرياض، التي تجد اهتماما من قبل فنانين عالميين.
وتعتبر الحدائق مثل حدائق المنارة وأكدال وقبور السعديين وسوق السمارين وآثار ساقية "اشرب وشوف" أساسا حيويا للبنية السياحية للمدينة. وقد راعت الاستثمارات السياحية الحفاظ على طابع المدينة وعدم تشويه صورتها التاريخية.
فانتقال السائح من وسط المدينة إلى أحياء حديثة مثل حي الداوديات لا يخلق لديه انطباعا بأن هوة تفصل بين المنطقتين، وإن كان سيشعر بأن وسائل البناء هي التي تطورت، أما الطرز المعمارية والزخارف والرسوم والنقوش فقد ظلت كما هي ويبدو ذلك واضحا في قصر المؤتمرات حيث لا يختلف عن المعمار المرابطي أو الموحدي أو المريني.
وأحدثت هذه الاستمرارية المعمارية في الاستثمارات العصرية، سواء في الفنادق الفخمة والمخيمات السياحية والتجهيزات الترفيهية أو في مراكز الجذب السياحي خارج المدينة مثل مناطق التزلج على الجليد في أوكيمدن وأوريكا ومراكز إسني والويدان والبرج وغيرها، تكاملا سياحيا يدعمه سوق رائج للصناعة التقليدية والمطاعم والمقاهي والمتنزهات ووكالات السفر والسياحة ووسائل النقل السياحي والمدارس الفندقية والسياحية ومدارس تكوين المرشدين السياحيين.
ويعمل أكثر من ثلث سكان مراكش في أنشطة لها علاقة بالسياحة فمنهم سائق الكوتشي الحنطور وتجار وعاملون في البازار وأصحاب المقاهي والمطاعم والمستخدمون والمرشدون السياحيون، وصناع المنتوجات التقليدية من زرابي وأوان فضية ونحاسية وجلود وغيرها.
ولا بد في نهاية المطاف من أن يتجول السائح في ساحة جامع الفنا وهي أشهر الساحات في المغرب وكانت تعلق فيها رؤوس المجرمين ومدبري الفتن، وصارت موسما دائما وعيدا يوميا للتراث الشفوي المغربي.
في كل صباح يستوطن فيها الحكواتي ومدعية العلم بالغيب وطبيب الأعشاب البرية والكاتب العمومي وحاوي الأفاعي والبهلوان وغيرهم ممن يبسطون زربياتهم، وكأن الكل في مسرح مفتوح كبير يؤدي فيه أدوارا عديدة من عنترة بن شداد حتى يوسف بن تاشفين سيد الملثمين وباني المدينة.
وعند غروب الشمس بمراكش تحتضنك حدائق النخيل الباسقة حول المدينة لتتمتع بالشمس وهي تتسربل بحمرة الشفق وتنهار أمامك رويدا رويدا لتغيب خلف غابات النخيل.
طنجة
بوابة المغرب، تقع على ربوة عالية مطلة على مضيق جبل طارق بمواجهة الشاطئ الإسباني، بين البحر الأبيض والمحيط الأطلسي، أغدق عليها الخالق -سبحانه وتعالى- بسخاء ودون حساب، وأضفى عليها عبق التاريخ نكهة خاصة بأساطيره المثيرة الممتعة.
إن بقايا عمائر ومباني طنجة القديمة بأشكالها الرومانية والأندلسية والأوروبية مازالت خير شاهد على تاريخ الموجات البشرية المتتالية التي مرت بها، فقد سمعت طرقات المدينة وقع حوافر خيول الفينيقيين والقرطاجيين والرومان والوندال والعرب.. كلهم جاؤوها وتركوا بصماتهم فيها.
ثم كان الفتح الإسلامي عام 707م على يد موسى بن نصير الذي ولى عليها القائد طارق بن زياد فانطلق من طنجة على رأس الجيش الإسلامي عابرا المضيق الذي أخذ اسمه ليفتح الأندلس عام 711م، ومنذ ذلك اليوم عظم شأن طنجة وأصبح اسمها يطلق على المغرب الأقصى كله بعد أن تحولت إلى مركز وجسر تعبر منه قوافل الجيوش والعلماء والأدباء وكل من يود التوجه إلى الأندلس.
وكان ابن بطوطة أشهر رحالة العرب وهو من مواليد طنجة عام 1304م خير داعية لمدينته أثناء رحلاته الثلاث التي استغرقت 29 عاما زار خلالها مختلف أرجاء العالم الذي كان معروفا آنذاك.
وبعد نكبة العرب الكبرى في الأندلس احتضنت طنجة المهاجرين الأندلسيين فأقاموا فيها وصبغوا حياتها بالصبغة الأندلسية المرهفة.
ثم دخلت طنجة حلبة الصراع العالمي فسقطت في قبضة البرتغاليين الذين قدموها عام 1662 هدية زواج الملك شارل الثاني ملك إنجلترا من كاترين أميرة البرتغال، وقد جعل موقع طنجة عند مجمع البحرين بحر الروم (الأبيض المتوسط) وبحر الظلمات (المحيط الأطلسي) منها جنة السياح وقبلتهم من شتى بقاع العالم، فهي تجمع بين السهل والجبل، إلى جانب شاطئ رملي من أجمل شواطئ العالم، أقيمت عليه قرى اصطياف دولية متكاملة، يقضي فيها السياح معظم أوقاتهم، ولا يغادرونها إلا للقيام بزيارات لأسواق طنجة ومعالمها.
ويتميز الشاطئ المطل على المحيط الأطلسي بمخيماته الخاصة ومشاريعه السياحية المتناثرة فوق رماله الذهبية والمجهزة بكل الأدوات الترفيهية والرياضية.
لقد جذب جمال طنجة مجموعات من أشهر الفنانين العالميين ورجال الفكر والأدب فاتخذوها مكانا ملائما لإبداعاتهم، على أن بعضهم استقر بها بمجرد أن لمست قدماه ترابها، وإضافة إلى روعة جمالها فطنجة غنية بمعالمها الأثرية، وأهمها مغارة هرقل وهي عبارة عن كهوف كلسية تتكسر عليها أمواج البحر عند كل مدّ، وكانت مساكن لإنسان ما قبل التاريخ.
وضمن المعالم التاريخية نجد حديقة المندوبية التي كانت مقرا للمندوب السامي الإسباني، ويحيط بهذه الحديقة 30 مدفعا من البرونز وهي من بقايا الأسطولين الإسباني والفرنسي.
وبزيارة رأس ملاباطا على بعد عشرة كيلومترات شرق طنجة حيث تتعانق مياه الأبيض المتوسط بمياه المحيط الأطلسي، ومن خلال شرفة بمنارة قصر ملاباطا يمكن للسائح مشاهدة خليج طنجة ومضيق جبل طارق وسواحل الأندلس بالعين المجردة حين يكون الجو صحوا.
ولا يمكن الحديث عن طنجة دون ذكر حي مرشان التاريخي ببناياته التاريخية، ويعتبر السوق الكبير بمثابة المركز الرئيسي لطنجة وتدب فيه الحياة ليلا ونهارا حيث المقاهي التقليدية التي تجمع السكان والسياح معا، كذلك في المطاعم التي تفوح منها رائحة المأكولات الشهية والمتنوعة من المطبخ المغربي الشهي.
هده بعض صور سياحية من مدن مغربية | |
|