a.ayoub عضو مميز
عدد المساهمات : 96 نقاط : 324 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: التربية والنظام الديني في المجتمع 2010-05-13, 04:39 | |
| الدين في نظر علماء الاجتماع الغربيين: إن دراسات علم الاجتماع الغربي في مجال الدين قد وصلت إلى إن الدين نظام اجتماعي. وإن هناك بالتالي علاقة تأثير متبادل بين الدين والنظم الاجتماعية الأخرى, ولذلك يعتبر الدين ـ في نظر هذه الدراسات ـ عامل تدعيم رئيسي لصيغة المؤسسات الاجتماعية المختلفة التي تحتضنها هذه النظم الاجتماعية التي يشملها المجتمع. وفي نفس الوقت اعتبر الدين عاملا أساسياً من عوامل تحريك المجتمعات, وتغييرها. فالدين يحمل نظرة للكون وللوجود, وللإنسان. كما يحمل مجموعة مترابطة من القيم الخلقية, والقيم الاجتماعية, فإذا ما سارت النظم الاجتماعية في اتجاهات متناقضة مع هذه المجموعة القيمية فإن رواد المؤسسات الدينية يتلقون أفكاراً, وقيما كثيراً ما تقاس عليها كثير من الأوضاع الاجتماعية. ومن هنا يوجد لدى هؤلاء المواطنين نوعاً ما من النقد للأوضاع القائمة يعتبر في كثير من الأحوال محركاً نحو التغيير[3]. ونحن نرى أن الفكر الديني بما يحوي من قيم اجتماعية, واقتصادية, وأخلاقية إذا ما استوعبها الناشئون, والشباب, والأجيال المختلفة في المجتمع عن طريق التربية المدرسية, واللامدرسية؛ فإن ذلك يعتبر عاملا أساسياً في خلق حركة اجتماعية توجه التغيير الاجتماعي في نطاقها. وقد يحدث التغيير بتأثير قيم أخرى مخالفة لقيم الدين. ولكن ذلك قد يكون عاملا من عوامل خلق الصراع الثقافي والاجتماعي. وهذا يفسر كثيراً من الثورات الاجتماعية, وكثيراً من الثورات الدينية التي قامت عبر التاريخ, فلقد لعب الدين في كثير منها دوراً ما في تقوية حركة الصراع أو تقوية حركة التغير الاجتماعي. ولقوة تأثير الدين في تثبيت الأوضاع, أو في تغييرها فإن كثيراً من القوى الاجتماعية تحاول الإمساك بزمامه. فبعضها يمسك به لتثبيت الأوضاع مثلما فعلت السلطة الكنسية في أوربا في العصور الوسطى, وبعضها يمسك به لتغيير الأوضاع مثل ثورة (مارتن لوثر) في عصر النهضة, ومثل الثورات الإسلامية كالثورة الوهابية, والثورة المهدية, وغيرها. وكثيراً ما استغل الدين من أجل السيطرة على السلطة في المجتمع, أو لإحداث فتن اجتماعية, أو سياسية, أو دينية. وسهل هذا الاستغلال ما يتمتع به الدين من قوة عاطفية كبيرة لارتباطه بفطرة الإنسان وعاطفته, وبعقله إلى حد كبير. وبالتالي فإن رجال الدين قد يأخذون قوتهم من هذه الطبيعة الخاصة بالدين. وقد يستغلونها, إما في تثبيت الأوضاع أو تغييرها حسب ما يتراءى لهم. | |
|